لايتكوين كاش: تفرع من لايتكوين، فهل هي عملة حقيقية، أم مجرد احتيال؟

التفرع القاسي (هارد فورك) هو عملية انقسام مسار سلسلة الكتل إلى اتجاهين مختلفين. ويحدث التفرع هذا عندما لا يوجد إجماع على كفاءة التكنولوجيا ولغة البرمجة التي يستخدمها التوكين. ويشرع بعدها عدد من القائمين بالتعدين، وعدد من العقد بتعدين السلسلة القديمة، بينما يتجه عدد آخر نحو تعدين العملة الجديدة.

مؤسس لايتكوين غير موافق:

من غير المعهود أن تولد عمليات التفرع جدل. فرأينا سابقا تفرع لبتكوين أكثر من مرة، ووافق عليه بعض المطوروين، بينما لم يقبله بشكل كامل البعض الآخر. وأنتجت لنا التفرعات السابقة عددا من العملات، مثل: بتكوين كاش، وبتكوين جولد. ويضاف إلى ذلك، ظهور بعض الاقتراحات حول إحداث تفرع، ولكنها لم تتم. وما أعاق هذه التفرعات هو اختلاف مجتمع المطوروين حول ضرورتها، أو ربما يعزى السبب إلى اعتقاد البعض أن تلك التكنولوجيات الرامية للإصلاح مليئة بالأخطاء، ولا حاجة لهم بها على الإطلاق.

سوّق القائمون على لايتكوين كاش على أنها تقوم بالمعاملات بشكل أسرع من لايتكوين مبررين بهذا ضرورة التفرع، إلا أنه لا يوجد اتفاق حولها، ويراها البعض بشكل سلبي. وبهذا نرى أن هذا التفرع القاسي تحديدا أكثر من تفرع مثير للجدل.

وغرد مؤسس لايتكوين تشارلي لي بكلمات قاسية وواضحة، مشيرا وموضحا بأنه لا علاقة له أو لأي فرد من فريقه بهذا التفرع:

ووفق تريفور جيرست، المدير التنفيذي لخدمة الاستثمار في العملات المشفرة CoinIRA، ويقول: "ما يحدث للايتكوين يعتبر محاولة من بعض المجهولين ترمي إلى حل مشكلة في لايتكوين لا يعلم أحد ماهيتها." ويرى أن ما يحدث هو مجرد محاولة لخلق عملة جديدة، يمكن لهؤلاء المجهولين أن يتحكموا فيها ويتربحوا منها مستخدمين اسم عملة لايتكوين. ويضيف جيرست:

"نحن لا نرى أن لايتكوين كاش تستطيع أن تمتلك حصة معتبرة من سوق العملات المشفرة. ويرجع السبب في ذلك إلى: العملة لا تقدم أي تحسينات أو إضافات على لايتكوين، كما أن مؤسس لايتكوين حذر من كونها مجرد خطة لخداع المستثمرين."

ويعتقد جايمس سونغ أن لايتكوين كاش من الممكن أن تكون مجرد خطة تسويقية من فريق التطوير، للفت الأنظار إلى تفرع لا ضرورة له. وسونغ هو الرئيس التنفيذي ل ExsulCoin، وهي سلسلة كتل مقرها نيويورك تركز على مشكلات اللاجئين، ويتابع قائلا:

"من المرجح أن الدافع إلى ذلك هو ما حدث مع بتكوين كاش، فهم يرغبون بجني ارباح من نسخة للايتكوين. وتلزم لايتكوين كاش المستخدمين بوضع مفاتيح أمانهم على الموقع، للتمتع بخدماتها. ويعتبر هذا الأمر جد خطير ويستوجب تجنبه. بالإضافة إلى أن تشارلي لي مؤسس لايتكوين وصف هذا التفرع بأنه خطة احتيال."

هل نشهد زيادة في التفرعات التي لا ضرورة لها؟

يعطي هذا الحدث انطباعا بأن التفرعات القاسية صارت ظاهرة ذات شعبية، وتسمح لأي شخص بتكويد عملة. ولكن يرى هواة سلسلة الكتل الحقيقيون هذا التطور يمكن أن يسبب مشكلات. تشياهونغ لين، مؤسس منصة التنبؤ بالسوق اللامركزية Bodhi، مقرها الصين، وهو من أكبر المشككين في التفرعات، ويقول:

"لا أرى قيمة حقيقة في التفرع إذا لم يقدم أي إضافة تكنولوجية جديدة. فلا قيمة لتقديم تفرع يغير قليلا من أمور بسيطة ولا غير. من الضروري أن تعلم ما القيمة التي يحتاجها المستخدمون أن تضاف، ومن ثم تقوم بمحاولة إدخال تشكيلات جديدة تضيف تحسينات تكنولوجية. ولكن، في النهاية التفرع الناجح هو ما يلقى دعما من مجتمع سلسلة الكتل."

أليكس نواك هو مسؤول الاستعلامات الرئيسي ل BlockEx، وعضو مؤسس في جمعية العملات المشفرة في المملكة المتحدة. يعمل نواك في مجال العملات المشفرة منذ 2011، ويشرح الوضع قائلا:

"لا يمكن تجنب حدوث تفرع طالما كان هناك اختلاف في الآراء حول الأمر، وذلك لأن سلسلة الكتل تعتمد على برتوكولات مفتوحة المصدر، فيمكن لأي شخص إجراء تفرع أو تعديل الكود. والأمر غاية في السهولة، فإذا استطاعت مجموعة أن تقنع عدد من المستخدمين بتحديث نسخة الكود الخاصة بهم، عندها يصبح لديك تفرع."

الاستيلاء على العلامة التجارية للعملة: هي وسيلة لجني المال بسرعة

يجب أن يكون السبب الدافع نحو التفرع هو تطوير وتحسين للبروتوكول المستخدم، كما يقول مارسين رودولف، مؤسس مشارك ل Neufund. ويصف تفرع إيثيريومByzantium بأن الدوافع ورائه كانت سليمة. ولكن في أوقات أخرى يكون التفرع مجرد خطة احتيال رامية إلى جني أرباح سريعة باستخدام أسماء عملات مشهورة مثل (بتكوين)أو لايتكوين.

ومن المخطط أن تنطلق ZClassicفي 28 فبراير، ولكن الشعور حولها إيجابي. ويصف رودولف الفارق بين الحدثين (ZClassic، ولايتكوين كاش)، ويقول:

"لدينا هنا حالتين: الأولى: ZClassic والتي من الواضح أنها تطوير ضروري؛ إذ تقدم زيادة لخصوصية المعاملات عن طريق اختراعها لاستخدام التشفير بالمفتاح العام (cryptography). والثاني: لايتكوين كاش: وهي صراحة مجرد سرقة للعلامة التجارية للايتكوين."