لم تحقق مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تقدم كبير، فماذا ينتظر الأسواق؟

 | 30 مارس, 2018 05:06

  • ما تزال تسوية الاتفاقيات بعيدة المنال، رغم أن بريطانيا تبعد عام واحد فقط عن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
  • يحتفل الجنيه الاسترليني باقتراب الخروج بانخفاض محدود، بسبب حالة عدم التأكد.
  • وما تزال هناك عقبات كبرى في الطريق، رغم ما توصل إليه الطرفان من عدة "اتفاقيات مبدئية".
  • تبقى على الأقل 40% من النشاطات التجارية داخل المملكة المتحدة معلقة بين الحياة والموت.
  • تبقى في الأجواء احتمالات صدمات للأسواق.

المملكة المتحدة على بعد عام واحد فقط من الخروج رسميا من الاتحاد الأوروبي، فستنتهي اتفاقيات ما يعرف بالـ "بريكزيت" (اختصار لخروج بريطانيا بالإنجليزية). تخرج بريطانيا من الاتحاد في 29 مارس 2019، في تمام الساعة 11:00 مساءا بتوقيت لندن، 6:00 مساءا بتوقيت المنطقة الشرقية. ولا يبدو أن أيا من المفاوضات الجارية حاليا على وشك الإبرام، حتى الاتفاقية التي أطلق عليها "إنجاز" ما تنفك تحوم حولها بعض التساؤلات. ورغم كل الضجة السياسية المثارة حول تلك المفاوضات، ورغم ابتهاج أسواق الفوركس ببعض الأخبار الجيدة، ما يزال عدم التأكد لدى كلا الطرفين على حاله.

تاريخ ما دُعي بالإنجاز:

يبدأ العد التنازلي للخروج، وفيما يلي سرد تاريخي للأحداث من الخروج وحتى اللحظة. صوتت بريطانيا في استفتاء شعبي على الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016، وجاءت نتيجة هذا التصويت صادمة للأسواق. صوّت سكان المملكة المتحدة لصالح قطع العلاقات مع دول الاتحاد، وترك الدول الـ 28 المُشكِلة للاتحاد. جاء التصويت بنسبة 51.9% لصالح الخروج، وتركزت الأسباب التي دفعتهم للخروج حول: فقدانهم القدرة على التحكم بالحدود بسبب قواعد الحدود الأوروبية، وبالتالي تدفق المهاجرين عبرها دون إرادة من بريطانيا، والسبب الثاني كان متعلقا بما تدفعه بريطانيا من مليارات سنوية لميزانية الاتحاد الأوروبي، ولا تتلقى في المقابل سوى القدر اليسير.

بلغت نسبة التصويت لصالح البقاء في الاتحاد 48.1%، وكانت أسبابهم في ذلك: حرية حركة البضائع، والخدمات، ورؤوس الأموال، والأفراد التي يوفرها البقاء داخل دول الاتحاد. كما دفعهم في تصويتهم هذا أيضا الإيمان بأن تواجد جبهة أوروبية موحدة سيجعل من بريطانيا أقوى على الصعيد الجيوسياسي مما لو كانت دولة مفردة.

تولت تريزا ماي منصب رئيسة الوزراء في 13 يوليو من العام 2016، وتلقت التخويل من البرلمان البريطاني، وقامت بعدها بسحب المادة 50 من معاهدة لشبونة لتدخل في مفاوضات للانسحاب من الاتحاد رسميا، كانت بداية المفاوضات في 27 مارس 2017. وبدأت المفاوضات الرسمية في 26 يونيو من عام 2017.

وبعد مُضي 9 أشهر من المفاوضات، دون التوصل لشيء ذي قيمة كبيرة، أعلن الأسبوع الماضي، في التاريخ الموافق 19 مارس وزير شؤون خروج بريطانيا من الاتحاد ديفيد دايفس، ورئيس المفاوضات من جانب الاتحاد مايكل بارنير أمرا أطلقوا عليه "اتفاق". وتضمن هذا الاتفاق موافقة الطرفين على الدخول في فترة انتقالية تبدأ من تاريخ الخروج المذكور سابقا، وحتى تاريخ 31 ديسمبر 2020.

ومن ناحية منطقية، لا يبدو هذا بالكثير، فالطرفان أمضيا عامين كاملين في محاولات الوصول لاتفاقيات، والتغلب على مواطن التوتر بينهما. وبعد الفترة الطويلة تلك، كل ما استطاعا التوصل إليه هو تمديد الفترة لـ 21 شهر، ولكنهما اعتبراه إنجاز وتقدم معتبر. ويبدو أن هذا نال استحسان في سوق الأوراق المالية، ويوضح الرسم البياني أدناه التحركات يوم الإعلان: