اتفاقية نافتا: الأسواق لن تتأثر بما يحدث في المفاوضات، تعرف على أسباب ذلك

 | 27 ابريل, 2018 08:05

  • المفاوضون على وشك التوصل لمشكلة منشأ المركبات العالقة.
  • تواجه البلدان الثلاثة ضغوطات سياسية للتوصل إلى اتفاق.
  • لم تتأثر الأسواق عموما بشكل كبير، وربما حان وقت إنهاء فصل حالة عدم اليقين.

أوشك المفاوضات الثلاثية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بشأن اتفاقية التجارة الحرة لبلدان أمريكا الشمالية، على أن يكللها النجاح، وفق مسؤولين من حكومات البلاد الثلاثة، الذين يلعنون بأن الاتفاق صار في مستوى البصر. ويبدو بأن كلا بلد من تلك البلدان يواجه ضغوطات سياسية، كما تنبأ عناوين الأخبار. ولن تزيد رد فعل السوق على التوصل إلى اتفاق عن محض إغلاق الكتاب على الفصل الخاص بحالات التشتت المؤقتة.

h3 /h3

الاتفاق على المركبات وشيك

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه قادر على إنهاء اتفاق نافتا "سريعا"، ولكن امتنع عن قطع وعود باتخاذ أي أفعال من شأنها ترسيخ ذلك الاتفاق. وصرح مفاوضو نافتا أنه بالإمكان التوصل لإطار عمل مبدئي في بداية شهر مايو.

وصرح ممثل المكسيك، مويس كالخ: "يمكننا حقا أن نتوصل إلى مبادئ اتفاق جديد، خلال الأيام العشرة القادمة،" ويمثل كالخ القطاع الخاص للمكسيك، وجاء التصريح بتاريخ 24 أبريل.

وأعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند عن اقتراب التوصل لحل لواحدة من أكبر النقاط العالقة مع الولايات المتحدة، وهي قواعد منشأ المركبات.

فطالب مفاوضو ترامب في البداية وجوب تكون85% المركبات من أجزاء مصنوعة في دول نافتا (دول أمريكا الشمالية)، ارتفاعا من النسبة الحالية والمقدرة بـ 62.5%. بيد أن التقارير تشير إلى أن الاتفاق يتركز على الوصول بتلك النسبة إلى 75%، إذ تأتي مكونات بعينها من مناطق ترتفع فيها الأجور.

تحث الضغوط السياسية على اتخاذ قرار سريع:

ليس من المدهش توقيت خطاب فريلاند الذي تؤكد فيه أن حزمة البنود التي تم إعادة التفاوض عليها اقترب المفاوضون من الانتهاء منها، وأنها ستكون موقف ربح بالنسبة لجميع الأطراف المشاركة. فتنتظر الدول الثلاث أحداث سياسية هام خلال الفترة القادمة، وفي حال تمكنت الأطراف المفاوضة من إعلان "النصر" فيما يتعلق بعقد الاتفاق، يعتبر أمر جوهري في التأثير على قواعد المصوتين.

ففي المكسيك، ينتظرهم الانتخابات الرئاسية في الأول من شهر يوليو. ولم يتوانى أي حزب أو جماعة من المرشحين للمنصب في التعليق على حاجة المكسيك لتجنب أن تكون هناك مفاوضات جارية بينما تمارس الجماعات جدول أنشطة الحملات الانتخابية. ومن ما يجدر بنا ملاحظته: إمكانية استخدام المرشحين لنتيجة المفاوضات كورقة ضد بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال يستطيع أندريس مانويل لوبيز أوربادور المرشح الأول، أن يستغل ورقة مفاوضات نافتا. فإذا صورت نتائج نافتا على أنها نجاح لترامب، عندها سيستخدمها أوربادور كورقة لدعم مركزه، وكورقة للهجوم على اتفاق الحكومة الحالية، بينما يأمل الحفاظ على الدعم.

ويقع ضغط كبير على كاهل الحكومة الحالية في المكسيك لإنهاء الاتفاق. إذ يتعين أن يوافق مجلس الشيوخ المكسيكي عليه، ويتسلم أعضاء المجلس الجدد مقاعدهم في الأول من شهر سبتمبر، أي قبل 3 شهور من تولي الرئيس الجديد منصبه. فبالتالي يلزم الحكومة الحالية أن تصل إلى اتفاق سريعا، لكي تنال شرف نسب الفضل لنفسها.

كانت إعادة التفاوض على اتفاقية نافتا، جزءا كبيرا من وعود حملة ترامب الانتخابية، وهناك شعور سائد بأن الحزب الجمهوري يبغي أن يحوز "فوزا" فيما يتعلق بتلك النقطة. إذ يرغب الحزب في جذب الدعم للانتخابات نصف الفصلية في نوفمبر القادم.

ويعد الإطار الزمني هو أهم العوامل بالنسبة للولايات المتحدة، فعملية تمرير الكونجرس لأي اتفاقية تستغرق شهور. وعلى الجانب الإيجابي، يبدو بأن إعادة التفاوض على بنود نافتا ينال دعما من الحزبين الرئيسيين (الديموقراطي والجمهوري). ورغم تحذيرات بعض الخبراء السياسيين من محاولات الديموقراطيين الرامية إلى استعادة مركز الأغلبية في الكونجرس، فربما يأتي في إطار محاولاتهم تلك نيتهم بعدم دعم مبادرة الرئيس، رغبة في تجنب تقدم الجمهوريون خلال انتخابات نوفمبر.

وتقع كندا هي الأخرى تحت ضغوط سياسية - وإن كانت حدة تلك الضغوط أقل كثيرا من نظرائها - فتنعقد انتخابات عامة في محافظة أونتاريو في السابع من شهر يونيو. ولن تنعقد انتخابات رئاسة الوزراء قبل عام 2019، ولكن رئيس الوزراء جاستن ترودو يعتمد بشدة على دعم أكبر المحافظات من حيث عدد السكان. وتنعقد الانتخابات العامة في كيبك في الأول من أكتوبر.

h3 /h3

لماذا لن تتأثر الأسواق بأي اتفاق؟

تستطيع الضوضاء السياسية أن تتسبب في زعزعة السوق، ولكن تلك التأثيرات أبعد ما تكون عن كونها دائمة. بعبارة أبسط، ينتاب كافة الأطراف المشاركة حالة من القلق، لرغبتهم في التوصل لاتفاق ونسب الفضل لحزبهم كجزء من أجندتهم السياسية. وبعيدا عن تفاصيل الاتفاق النهائي، فسيقوم السياسيون بزعم تحقيقهم نصر ساحق، حتى إذا لم يكن الأمر شيئا محض جعجعة تصدر من أجندتهم.

ورغم تحرك تداولات البيسو المكسيكي على التوقعات بشأن الاتفاق النهائي - فتعتمد تحركات للأعلى أو للأسفل مؤخرا على الضوضاء السياسية الأخيرة - فخسر 0.2% من قيمته أمام الدولار منذ 18 مايو 2017 (انظر للرسم البياني أدناه). وجاءت تلك الخسارة على وقع إشعار الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتايزر الكونجرس الأمريكي بقرار ترامب حول: "دخول مفاوضات مع كندا والمكسيك" في أقرب وقت ممكن.