العملة المشفرة ريبيل تتعرض لدعوى قضائية، ولكنها مستقرة، ماذا سيحدث تاليا.

يطالب المُدعِي ريان كوفي بتعويضات غير محددة، وكذلك إعلان أن معامل ريبيل تبيع أوراق مالية غير مسجلة. يمكنك قراءة الدعوى القضائية كاملة هنا (here ). تبرز تلك الوثيقة توضيحات أعلنتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بخصوص الرموز الرقمية مثل ريبيل، والتأكيد على أن تلك الرموز "لا يمكن بيعها بشكل قانوني إلا إذا كانت مسجلة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، أو حاصلة على إعفاء من التسجيل."

وجه المُدعِي الدعوى القضائية ضد كلا من الشركة، ومديرها التنفيذي براد جارلينهاوس، كما يدعي بأن العملة لا يتم تعدينها كما يحدث في حالة (بتكوين )أو إيثيريم، ولكنها "تخلق من الهواء." كما يضيف بأن الأشخاص ذوي العلاقة بريبيل يقومون بطرح العملات بشكل انتقائي، ومرحلة الطرح الأولي للعملة تبدو بلا نهاية. ويزعم المدعي في دعواه أن الحلقة الداخلية من ريبيل كانت تبيع العملة المشفرة للعملة لزيادة الطلب على العملة، ورفع تسعيرها، لتحقيق أرباح في النهاية.

وظهرت تقارير أمس من الشركة التضامنية محدودة المسؤولية جوهسون فيستل ومقرها كاليفورنيا، وهي شركة قانونية متخصصة في حقوق حاملي الأسهم، وتعمل أيضا على "التحقيق في الدعاوى الموجهة ضد معامل ريبيل."

بيد أن ريبيل حصلت على بعض الأخبار الجيدة. ففي يوم الثلاثاء أعلنت ريبيل أن منصة التداول الكورية الجنوبية Coinone، تتحول إلى استخدام مشروع سلسة الكتل الخاص بريبيل، لتنفيذ عمليات الدفع والسداد عبر الحدود.

أوراق مالية... أم شيء آخر؟

تقع ريبيل الآن في بؤرة الاهتمام، مما يدل على أهمية وحاجة العملة في نيل وضوح وضعها التنظيمي. كما يجب إجابة السؤال الذي لا يتعلق بريبيل فقط، بل بكافة العملات البديلة، وهو: هل ريبيل ورقة مالية؟

يشير تقرير صدر مؤخرا من بلومبرج إلى أن الغموض يكتنف تعريف ريبيل، فربما نعتبرها أوراق مالية حسب توجيهات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. وفي حال اعتبرنا أن الأمر بالفعل هكذا، عندها لا يمكن أن نضع ريبيل ضمن فئة العملات المشفرة. وإذا سلمنا بأنها ليست عملة مشفرة، ستخضع في ذلك الوقت للقواعد والمتطلبات التي تنظم العمل في أصول مثل الأسهم.

لم نر سابقا احتياجا إلى قواعد تنظيمية واضحة حول العملات المشفرة، كما نحتاج الآن، كما يقول أنطون فيردون المدير التنفيذي وأحد مؤسس Proxeus، في إشارة لهذا الوضع المتطور. ويوضح لنا الغموض بحالة ريبيل حاجتنا إلى إمعان النظر في القواعد التنظيمية التي تحكم عملية الطرح الأولي للعملة، والالتزام بها.

"المناقشة القادمة بسرعة ولا محالة من قدومها، هي التي ستحدد الكيفية التي يمكن تنظيم العملات المشفرة بها. إذن، فمن مصلحة الجميع أن يشترك مجتمع العملات المشفرة في توجيه نفسه، وفي المساهمة في عملة التنظيم الذاتي، ووضع القواعد الأخلاقية المفروضة عليه من البداية."

هل الاتهامات الموجهة لريبيل لا معنى لها؟

ويعتقد أحد مؤسسي مشروع Divi أن الاتهامات الموجهة لريبيل كوميدية لأي شخص لديه علم بتكنولوجيا وطبيعة رموز ريبيل.

"لا تعد قائمة الاتهامات أخبار جديدة لأي شخص متواجد في سوق العملات المشفرة منذ فترة، ولديه فهم عام بماهيتها. وإذا لم يتمتع الشخص بالفهم العام للسوق، لماذا إذن يلقون بنقودهم للمجهول؟"

ويوضح سابونارو الخصائص التقنية المتعلقة بريبيل، وأن تلك الخصائص وفق طبيعة وصف ريبيل بنفسها للتكنولوجيا، هي: أن العملة تبقي على دفتر حسابات مركزي، وأن نجاح ريبيل يتطلب "مجهودات معامل ريبيل، والآخرين." فمن وجهة نظره، الدعوى القضائية التي رفعها ريان كوفي، وغيره من المستثمرين الناقمين، تدل على عدم قيامهم ببحث حول طبيعة الأصل الاستثماري قبل وضع أموالهم فيه.

"لم تخدع ريبيل أحد. فعلى الأرجح رأى الأشخاص ارتفاع قيمة رمز ريبيل في الوسائل الإخبارية، وقالوا لأنفسهم "هيا لأحاول الحصول على أحد تلك العملات المشفرة التي أخبرني أولادي عنها، والتي تحقق غنى سريع." فهؤلاء من أخفقوا، وأصابتهم نوبة ذعر قاموا خلالها ببيع الأصول، وغضبوا من جراء اتيان ذلك الاستثمار بنتائج عكسية، فبدلا من الغنى أصبحوا فقراء، ولكن في النهاية لم يفهموا تلك الأصول."

مقامر لديه علم بما هو مقبل عليه، وليس مجرد شخص يرغب أن يصبح غني بشكل سريع:

تكمن حقيقة قاسية في أقوال سابونارو، وكذلك عدد من العبر. دخل العديدون إلى سوق العملات المشفرة بافتراض خاطئ، هو أن تلك الرموز المشفرة طريقهم السريع للثراء، فأخذوا الطريق دون محاولة فهم التكنولوجيا الخاصة بتلك العملات فهما كاملا.

وأخفق عدد كبير منهم. فرفع ريان كوفي الدعوى القضائية بعدما خسر 551 دولار في تداول ريبيل. ويقول سابونارو:

"أعلق أملي على إظهار تلك الدعوى القضائية لطبيعة العملات المشفرة، وأنها ليست طريق للثراء السريع. فتلك الأصول هي مقامرة ذكية، وإذا لم يكن لديك فهم بما أنت مقدم عليه، فمن المحتمل أن تخسر أموالك سريعا. ولسوء الحظ، هذه الدعوى القضائية سينجم عنها حالة من الخوف، وعدم اليقين، والشك، يستغل تلك الحالة الرافضين للعملات المشفرة. وسيمنع هؤلاء الرافضين، غيرهم من المهتمين بسوق العملات المشفرة من الاستثمار في جيل التكنولوجيا الجديد (بعد قيامهم بإجراء البحوث بالطبع)."