من فاتته فرصة اللحاق بالغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عندما بلغ السعر 3 دولار هذا الصيف-رغم الطلب المتزايد بشدة على الغاز الطبيعي لتشغيل مكيفات الهواء- ينتظر فصل الشتاء، فالمستودعات حاليًا عند مستويات منخفضة غير معتادة.
ويمنح انكسار الصعود فرصة لمجموعة أخرى، وهي: شركات الخدمات التي عليها أن تحصل على الغاز الطبيعي لأغراض التدفئة، ويمكنهم الآن أن يحصوا على الغاز بسعر أرخص، قبل أن يبدأ الجو الشتائي البارد.
ويقول دانيال مايرز: "أخبرنا عملائنا، وأغلبهم من شركات الخدمات، وشركات توليد الطاقة، وغيرهم ممن لهم صلة بسوق الغاز الفعلي أن يتوقفوا قليلًا عن الشراء، لأننا نتوقع أن يضعف السعر خلال الشهرين القادمين؛" يعمل مايرز محللًا في Gelber&Associates، شركة استشارة للغاز الطبيعي في هيوستين.
ويضيف: "هؤلاء العملاء لا يتداولون العقود الآجلة للغاز الطبيعي، ولا يرغبون في أن يجدوا أنفسهم وسط حالة من التقلب الشديدة. فعندما تتراجع الأسعار قليلًا عن المستويات المرتفعة التي بلغتها، أظن أنه سيكون لديهم نافذة جيدة للشراء، ربما في سبتمبر أو أكتوبر."
أصبح الغاز الطبيعي مصدر الطاقة موطن اختيار شركات الخدمات الأمريكية، والتي تتوقف عن استخدام الفحم بشكل متزايد، بسبب المخاوف حول الانبعاثات الكربونية. ولكن اختلف الوضع الآن عن السنوات الماضية، لأن الغاز الطبيعي الناتج عن التكسير، والذي يتدفق بحرية داخل الولايات المتحدة، سهّل من إمكانية توفير المتطلبات."
السوق يتعرض لضغط
كنتيجة لانتشار الغاز الطبيعي المنتج في الولايات المتحدة، نرى أن السوق يعاني من عدم وجود ارتفاعات كثيرة- مما يقل الفرص لاعتباره استثمار تحوط، ويقلل محاولات رفع الأسعار للأعلى.
"ونأخذ هذا الصيف على سبيل المثال، فعندما عجز السعر عن الوصول إلى 3 دولار" كما يقول مايرز مشيرًا إلى الهدف السعر لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وكان ذلك السعر هو هدف المتداولين على مدار الشهرين الماضيين.
ويتفق مايرز مع الاعتقاد السائد بين الغالبية، بأن الغاز الطبيعي سيصل إلى 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وسيتفوق على هذا السعر في فصل الشتاء القادم. ولكن بوضعنا في الاعتبار التنبؤات المناخية قريبة المدى، والتي تبدو مختلطة في الولايات المتحدة، نتوقع أن نرى صعوبة في توصيف الارتفاعات القريبة. فيقول مايرز: "أتوقع أن تعتدل الأسعار خلال الأسبوعين القادمين، وتعود لمستويات 2.80 دولار أو 2.75 دولار."
ويتفق مايك سييري من Seery Futures في إلينوي، فيقول في تعليق له يوم الخميس: "أعتقد أن الأسعار ستعود إلى تلك المستويات، لأن حالة التقلب ارتفعت على مدار الأسابيع الماضية، في أثناء التحرك لفصلي الخريف والشتاء"
استقرت العقود الآجلة لشهر سبتمبر الأمامي عند 2.9808 دولار على بورصة نيويورك التجارية، في جلسة التداول يوم الخميس. واخترق السوق سعر 3 دولار عدة مرات في يونيو، ووصل إلى ارتفاع 5 شهور عند سعر 3.053 دولار، ولكنه عجز عن التماسك عند تلك الذروات.
والآن، تقف العقود الآجلة لشهور الشتاء (ما بين ديسمبر 2018، ومارس 2019) عند أسعار أعلى من 3 دولار. وترتفع أسعار تلك العقود ارتفاعًا استثنائيًا بسبب الانخفاض غير المعتاد في كمية الغاز التي تدخل المستودع هذا الصيف، بعد استهلاك كميات كبيرة لتوليد الطاقة المشغلة لمكيفات الهواء. وتعتبر الكميات المخزنة هي ما يستخدم في توليد الطاقة للتدفئة في فصل الشتاء، وانخفضت تلك الكميات إلى مستويات أدنى من المتوقع لمدة 5 أسابيع من أصل 6 أسابيع، مما دفع المستودعات في ذلك الوقت من العام إلى انخفاض إلى أدنى من متوسط 5 سنوات.
دعوة للشراء
على الرغم من الأداء السعري، نرى أن القراءات التقنية اليومية على Investing.com تدعو إلى "شراء قوي". ودلّتنا نماذج فيبوناتشي قبل افتتاح السوق يوم الجمعة أن المقاومة من المستوى الثالث لشهر سبتمبر عند 2.976 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مما يعني أن العقود ربما ترتفع حوالي 7 سنت، من سعر التسوية المسجل يوم الخميس.
ويذكر دومينيك تشيريشلا أن هناك حالة من الشد والجذب بتركيز المتداولين على درجات المنخفضة في وسط أمريكا، مقارنة بالانخفاض غير المعتاد في المخزون الشتائي، تشيريشلا يعمل في معهد إدارة الطاقة في نيويورك.
وكتب تشيريشلا في مذكرة يوم الخميس حول الطقس: "تشير التنبؤات إلى توسع في اتجاه انخفاض درجات الحرارة في القطاع الأوسط من الولايات المتحدة؛" وتعتبر تلك إشارة للانخفاض في السعر.
بينما تقابل إشارة الانخفاض تلك محفز على الارتفاع، وهو انخفاض مستودعات الغاز الطبيعي، ويضيف: "وكل المؤشرات تدل على استمرار العجز لحين بداية فصل الشتاء، وموسم التدفئة."