تعدين بتكوين مستمر رغم الانخفاض في سوق العملات المشفرة، لماذا؟

وينخفض هذا المعدل عن المعدل الذي وصل إليه في أغسطس، عندما كان 62 كوينتليون، إلا أن تلك الزيادة ضخمة؛ ووفق Bitcoinist : "يدلنا هذا على أرباح 50% التي حققتها العملة في شهر أغسطس وحده." تغرق العملات المشفرة حاليًا في منطقة دببة (انخفاض) -انخفضت العملات الأخرى 80% على مدار نفس الفترة- إلا ان معدل الهاش ارتفع 150% على مدار الشهور الستة الماضية.

لعديد من مشاهدي سوق العملات المشفرة، تثبت تلك الزيادة في معدل الهاش أن المشاركين على استعداد للاستمرار أطول فترة. فيراكم المشاركون الرموز المشفرة، حتى التي تخسر الآن. ويبدو أن القائمين على عملية التعدين، لن يتوقفوا عما يفعلونه. ماذا سينتج من هذا؟

ويعزي كريستي مينيهان الارتفاع في معدل الهاش إلى الزيادة في عدد المشروعات القائمة على التعدين، كما يزداد نشاط الشركات، ويزداد نشاط صانعي الشرائح الرقمية، مينيهان هو المدير التنفيذي لـ Mineority، وهي شركة تختص بعمليات التعدين باستخدام وحدات معالجة الرسوميات. مينيهان يشير أيضًا إلى أن صانعي الوحدات الرقمية يركزون على تلك العمليات مثل شركات: Squire Mining المحدودة، وBittech، وتصنع هاتان الشركات شرائح SHA256.

تقليديًا، صانعو الشرائح سيبذلون قصارى جهدهم لاختبار منتجاتهم، واستخدام تلك المنتجات في التعدين لاستعادة تكلفة التصنيع، فهم يختبرون أي شريحة جديدة على السوق العام. ووفق مينيهان، كلًا من بتكوين وبتكوين كاش لديهما تاريخ طويل من مشروعات التعدين التي لديها إمكانية الحصول على آخر الصيحات التكنولوجية.

"سأقول بأن ارتفاع معدل الهاش الذي نراه حاليًا، يعود إلى تلك الفئة من القائمين على التعدين الذين يختبرون الشرائح الجديدة. كما أن القائمين على التعدين لا يقومون بتلك العملية إذا كانوا سيتعرضون لخسارة، فمع الشرائح المعدلة، وASIC، وS9j واحد يمكن أن يحصل القائم على التعدين على 3-4 دولار يوميًا تحت أسوأ الظروف، كما أن تكلفة استخدام الكهرباء تلك المشروعات تقف أدنى 6 سنت لكل كيلو وات/الساعة، وأعلى من 2 سنت لكل كيلو وات/الساعة، مما يجعله أمر مربح."

هل الزيادة في معدل الهاش يدلنا على تبني العملات المشفرة على نطاق جماهيري؟ يعتقد آريل يارنيتسكي أننا أمام حالة مثالية من التكنولوجيا التي تتقدم سريعًا، يقابلها تطور بطيء للبشر المستخدمين، يارنيتسكي، أحد مؤسسي WinMiner. ففي وجهة نظره، تبني التكنولوجيات الجديدة عادةً ما يبدأ بانفجار، عادة ما يحرك هذا الانفجار هو حالة التجمع المبالغ فيها من المتبنيين الجدد، ومن ثم يأتي بعد تلك الحالة صحوة بطيئة مغالى فيها.

"تمر التكنولوجيات الناجحة بتلك المرحل، وتتمتع بتجمع تدريجي أكثر صحة، وأخيرًا تمر بمرحلة التبني الجماهيري. ويدلنا التعدين المستمر، والاقتناع القوي للقائمين على العملية حول العالم، إلى أن العملات المشفرة ستصل إلى مرحلة التبني الجماهيري."

ماذا يفعل القائمون على عملية التعدين بتلك العملات المشفرة التي ينتجوها؟ هل يحتفظون بتلك الرموز لحين ارتفاع السوق؟ يقول يوري أفدييف، المدير التنفيذي لـ CINDX :

"يحتفظ القائمون على التعدين بتلك الرموز المشفرة التي حصلوا عليها، ولن يكونوا راغبين في التخلص من العملات المشفرة التي استغرقتهم وقتًا طويلًا للحصول عليها، وسيؤدي هذا إلى سوق معلق، لن يسمح للأسعار بالارتفاع، لوقت طويل. بالظروف الراهنة للتعقيد المتزايد والأسعار الهابطة للعملات المشفرة، ستستفيد البلدان أن تنخفض فيها تكلفة استخدام الكهرباء، مثل: كندا، آيسلندا، روسيا، وغيرها من بلاد الشمال. ستكون تلك البلدان قادرة على تعدين العملات المشفرة بتكلفة منخفضة عن متوسط السوق، مما يمنحهم أفضلية."

بعيدًا عن سوق الدببة، تلوح خطط التوسع في التعدين في الأفق. يقول رافائيل ديلفن أن كبار القائمين على التعدين مثل: Bitmain، وDragonmint، وGMO يعملون على بناء عمليات ذات كفاءة أعلى (7 نانو متر). ومن الطبيعي أن نرى ارتفاعًا في عدد المعدنيين طالما كان هناك ارتفاعًا في معدل الهاش منذ خفضت شركات التعدين هوامش التكلفة، مما يسمح لهم باستقبال مزيدًا من الانخفاض في سعر بتكوين، ويظلوا رابحين.

محفزات التعدين

يقول إيجور ليبيديف أن تعدين العملات المشفرة يعتبر محاولة من السوق لإحداث التوازن، ليبيديف مدير التكنولوجيا التنفيذي لـ SONM ، ومتخصص في علوم الكمبيوتر، بخبرة تزيد عن 15 في مجال تكنولوجيا المعلومات. لكل عملة مشفرة كمية ثابته من العائد. على سبيل المثال، لتعدين بتكوين واحدة تحصل على 12.5 بتكوين لكل كتلة، ويوجد كتلة كل 10 دقائق، لذلك يكون العائد لكل القائمين على العملية 1800 بتكوين لليوم. وينقسم هذا على معدني بتكوين. فالعائد الكلي ثابت، ولكن التغير يكون على حسب عدد المشاركين في وقت محدد، وهو عدد متغير.

يقول ليبديف أن هذا المجال تنافسي:

"في حال كان هناك عدد أكبر من القائمين على التعدين، يتلقى كل فرد منهم عائد أقل، لذلك يغادر بعضًا منهم، ولهذا السبب يعتبر التعدين أحد محركات السوق. ويتلقى الأفراد الباقون عوائد أعلى. لذلك فهو سوق متحرك. فلا يهم رأي فرد واحد قائم على التعدين. فحتى لو غادر الجميع، سينضم عدد إلى تعدين بتكوين، لأن الأمر سيكون مربح للغاية بمغادرة كافة من تقسم عليهم العوائد."

ويفسر لنا الحديث السابق أيضًا سبب استمرار نشاط التعدين بخطوات سريعة، حتى لو ظلت بتكوين في منطقة 7,000 دولار. فكما يدلنا القول المأثور: الأمل يمنح الأبدية (بمعنى أن الأفراد يظلون يأملون حدوث الأفضل حتى إن لم تُوجد أي شواهد على وقوعه).

غرّد المحلل المالي ماكس كيسير أمس حول بتكوين، وقال: "بناءًا على تحليل معدل الهاش الخاص بي، ما زال العائد 28,000 دولار متاح."