تواجه (OTC:تينسيت)قائمة لا نهاية لها من الأزمات، منها: أوضاع الاقتصادات الكبيرة المتردية، وأخيرًا ما تقوم به الحكومة الصينية من تدقيق في أعمالها. وحتى الآن لا يوجد نهاية لما تشهده الشركة.
انخفضت أسهم الشركة 7% الأسبوع الماضي، ليصبح الانخفاض هذا العام حوالي 23%. وهي أيضًا واحدة من الشركات الأسوأ أداءًا على مؤشر هينغ سينغ.
رقابة حكومية، وتعريفات ترامب، ومعوقات الاقتصاد
جاءت آخر الضربات التي تلقتها تينسيت، (NASDAQ:فيس بوك)الصين، من الأخبار التي ذكرت أن الحكومة الصينية ستكثف الرقابة على الألعاب الأون لاين، وذلك بسبب ارتفاع مستويات قصر النظر بين الأطفال والمراهقين في أكبر سوق ألعاب في العالم. وأصدرت وزارة التعليم الصينية مذكرة في 30 أغسطس، وجهت تلك المذكرة إلى هيئة تنظيم عمليات النشر، والغرض منها هو الحد من ألعاب الفيديو، واتخاذ خطوات جادة في سبيل الحد من الأوقات التي يقضيها صغار السن في اللعب، كما طالبت بالوصول إلى نظام يحدد سن اللاعبين.
لو طبقت تلك الإجراءات، يمكن أن يزيد ذلك من عتمة مستقبل تينسنت. تمتلك الشركة أكثر من نصف ألعاب الموبايل في الصين، في بداية 2018، وقيمتها 64.33 مليار يوان (9.4 مليار دولار) في تلك الفترة، وفق iResearch.
تعتمد تينسنت على الألعاب الجديدة في جلب والحفاظ على المستخدمين على خدمة التراسل التي تقدمها WeChat، والتي تبيع من خلالها أغراض داخل الألعاب، وتستهدف حوالي ما يزيد عن مليار مستخدم محتمل بالإعلانات. وعجزت الشركة عن دخول سوق الألعاب الأكثر شعبية، مثل: Fortnite، وPlayerUnknown’s Battlegrounds، وذلك بسبب تكثيف القيود الرقابية على إصدار تصريحات الألعاب.
أصدرت تنسيت تقرير أرباح الربع الأول لها، وكان هناك انخفاضًا في الأرباح منذ 13 عام. هبط عائد ألعاب الموبايل 19% مقارنة بالربع السابق. وقال الرئيس مارتن لاو في مؤتمر انعقد في 15 أغسطس: "من ناحية نمو العائد، تعد الألعاب أحد مكامن الضعف، فأكبر لعبة لدينا لا يمكن تحقيق ربح منها." "هذا الأمر خارج عن إرادتنا، ولكن سنتوصل له، يلزمنا الوقت فقط."
من غير المحتمل أن ينعكس اتجاه التراجع الذي تشهده أسهم شركات التكنولوجيا الصينية في أي وقت قريب، لأن هناك علامات تظهر حول أن العملاء الصينين، المسؤولين عن ازدهار الإنترنت، يحدون من إنفاقهم في وسط عاصفة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. كما لحق تباطؤ بنمو الاقتصاد الصيني خلال الربع الثاني. فتراجع نمو مبيعات التجزئة تراجعًا حادًا خلال 2018، ليصل إلى أدنى من 9% على أساس سنوي، بينما تقلصت أرباح الشركات الصينية لـ 16.2%، بعدما كانت 47% خلال الربع الثاني العام الماضي.
يعني تدهور الأوضع الاقتصادية استمرار اللعنة لشركات التكنولوجيا الصينية، وربما تسوء تلك اللعنة، طالما استمرت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم. ووفق التقارير الإعلامية، سيفرض الرئيس الأمريكية تعريفات إضافية بقيمة 200 مليار دولار على البضائع الصينية هذا الأسبوع.
قوة الأعمال، والبيئة الداعمة
ولكن، هل يعتبر الانخفاض الحالي فرصة لشراء أسهم الشركات التكنولوجية الصينية بتخفيض؟ نعتقد أن تلك الخطة ستؤتي ثمارها على المدى البعيد، وذلك لأن تينسيت لها قوة جوهرية في أداء أعمالها، كما تتسم بتفرد نموذج عملها.
من الصعب إيجاد شبكة تواصل اجتماعي تتمتع بالصلابة، والقوة، كتينسيت. توفر تينسيت بيئة عمل ديناميكية، لما يزيد عن مليار مشترك، وتقدم خدمات مثل: مدونات الفيديو، والتراسل الفوري، وتطبيقات الدفع والسداد. ويصعب على أي شركة أخرى أن توفر مثل تلك الخدمات.
تستثمر الشركة في مجالات النمو، مثل الحوسبة السحابية والدفع الرقمي، بجانب خدمة التراسل الفوري WeChat. وحتمًا سيولد هذا زخم للنمو ويسمح بالتقدم.
ويستمر بعض المحللين في الاعتقاد بأن البقاء مخلصًا لأسهم تلك الشركة التي وفرت عائد بنسبة 330% للمستثمرين على مدار السنوات الخمس الماضية، حتمًا سيؤتي ثماره مجددًا. فمن بين 37 محلل يتابعون أسهم الشركة، يعطي 23 منهم إشارة "بيع قوي،" و13 آخرين يعطون إشارة "شراء." لم يتغير هذا من شهر يونيو، على الرغم من التراجعات التي نالت من الشركة، وفق ياهو.
خلاصة القول
إليك أن يجب أن يكون موقعك الآن: لا نعتقد أن الضعف الحالي انتهى. فلو كنت تمتلك أسهم، احتفظ بها على المدى الطويل، فتلك الأسهم تستحق أن تحتفظ بها. ولو كنت تفكر في الشراء أثناء الانخفاض الحالي، نعتقد أنه من الأجدر بك البقاء مراقبًا على الهامش، ودع الدورة الحالية تصل لرحلة نضجها.
يصعب تحديد وصول تينسيت إلى قاع، طالما استمرت حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين. ومتى انقشع عدم اليقين الحالي، سيكون للمستثمرين الجدد فرصة لتحقيق الربح.