الذهب: التناقض جزء من الانسجام

 | 26 سبتمبر, 2018 10:11

يمكن القول وببساطة أن الكثير من قواعد التداول والترابط بين الأدوات الاستثمارية المختلفة (العملات ,السلع , الأسهم والسندات وغيرها) قد تكون مؤقتةً , وما ينطبق على مؤشرات معينة من ترابط الآن قد لا يكون متطابقاً قبل سنوات على سبيل المثال . ولطالما كانت شهية المخاطرة احدى أسباب ارتفاع مؤشرات الأسهم وغيرها من العملات الرئيسية كاليورو والاسترليني مثلاً ولكن سياسات البنوك المركزية الكبرى في العالم خلال العقد الأخير والتغييرات السياسية الكبرى وضعت هذا الترابط والانسجام في موقع مختلف بحيث لم يعد يفيد أحياناً أن نقارن بين عملة وأخرى لنعرف من خلالها الاتجاه القادم .

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن


منذ سنة الى الآن خسر الذهب ما يعادل – 9.3% من قيمته ,يتداول حالياً عند مستويات 1200.20$ للأونصة . والحقيقة أن أداء الذهب المخيب ربما لم يكن متوقعاً آخذين بعين الاعتبار ارتفاع معدلات التضخم العالمية (الصين وأمريكا خصوصاً) والحروب التجارية المعلنة وغير المعلنة وتراجع عملات الأسواق الناشئة التي كان من المتوقع أن تشجع على التحوط في المعدن الثمين وهذا حقيقةً لم يحدث وبقيت قوة الدولار الأمريكي هي المهيمنة وعوائد السندات الأمريكية هي المفضلة. في نفس الوقت وعل التوازي من هذه الأرقام ,حقق مؤشر فيكس للمخاوف VIX Index مكاسب بنسبة 12.50% من سنة الى الآن تماماً وهذه نسبة جيدة جداً بكافة المعايير.

عادةً ما كانت الأسواق تشتري مؤشر المخاوف عندما يكون مستوى التحدي الاقتصادي والسياسي العالمي كبيراً أو عندما يلوح في الأفق بوادر أزمة عالمية. المهم في الموضوع أن الكثيرين اعتبر الذهب ملاذاً آمناً في الوقت الذي خسر قرابة 10% خلال عام واحد.


لابد لنا أن نعيد النظر في طريقة التعامل مع المعدن الثمين كأداة استثمارية أخرى فيها خسارة وفيها ربح وهذا بالتأكيد متوقف على كيفية تعاملنا مع الذهب , هل هو أداة استثمارية طويلة الأجل أو مجرد أداة أخرى للمضاربة والتداول اليومي ؟


في هكذا بيئة استثمارية معقدة وقيم تداولات تتراجع سنوياً لا يمكن الا أن نتعامل مع الذهب كأداة استثمارية لآجل متوسط وبعيد, آخذين بعين الاعتبار عدة عوامل :

أولاً , قوة الدولار الأمريكي وزخم رفع الفائدة الأمريكية وعوائد سنداتها .
ثانياً , معدلات التضخم العالمية وخاصة من الصين وأمريكا متأثرة بارتفاع أسعار الطاقة وتراجع عملات الدول الناشئة .
ثالثاً , الطلب العالمي على الذهب الذي تراجع عالمياً خلال العام الفائت حسب أرقام مجلس الذهب العالمي .

سيناريوهات محتملة :

أولاً , مزيد من زخم الدولار الأمريكي سيبقي الذهب عند مستوياته الحالية , مستويات دعم مهمة عند 1170$ .

ثانياً , رفع فائدة الآن دون الالحاح برفعها لاحقاً , سيكون خياراً جيداً للذهب .

ثالثاً , شراء متزايد للذهب تدريجياً وخاصة من الصين والأسواق الناشئة .

سيكون شراء مؤشر المخاطر خياراً استثمارياً جيداً للتحوط , كما أننا نعتقد أن الذهب قد يكون خياراً منطقياً للمرحلة القادمة ببناء مراكز شراء تدريجياً دون انكشاف كبير .