هذا التراجع ليس النهاية !

 | 11 اكتوبر, 2018 10:11

لا يسبب الذعر أزمة مالية عالمية , لكن انكار الحقيقة الاقتصادية هو من يعزز من تأثير الأزمة في حال حدوثها . لا يمكن اعتبار ما حدث يوم أمس من تراجع قاسي لمؤشرات الأسهم العالمية بداية أزمة حقيقية , كما لا يمكن الإشارة الى أنه كان غير متوقع بل على العكس , كنا قد قلنا مراراً خلال الأسابيع الفائتة أن التصحيح سيأتي وقد يكون قاسياً. خسر مؤشر داو جونز ألف نقطة كاملة يوم أمس , ليتراجع من مستويات 26470 نقطة الى 25425 نقطة قبل أن يتراجع مجدداً اليوم صباحاً في آسيا ليصل الى 25180 نقطة , أدنى مستوياته في شهرين . المشكلة حقيقةً لا تكمن في هذا التراجع ولكن في ديناميكيات حدوثه وبإمكانية استمراره أو عدمه. هذا التراجع الذي يعادل تقريباً 5% ليس سهلاً ولكنه بالمقابل يبقى أقل من التراجع الذي حدث في شهر شباط الفائت عندما تراجع مؤشر داو جونز 2200 نقطة خلال يومين فقط قبل أن يبدأ الارتفاع مجدداً من مستويات 24000 نقطة . في نفس الوقت , فنياً وعلى المؤشر اليومي هذا التراجع يحدث لليوم السادس على التوالي بينما التراجع القاسي خلال شباط حدث خلال يومين بسرعة وانتهى .
ليست القصة أن يتكرر هذا السيناريو بل المهم حسب اعتقادنا أن هذا التراجع قد لا يكون قد انتهى أبداً , على الأقل حالياً. تأخرت الأسواق في استيعاب الدرس السابق مراهنةً على زخم اقتصادي أمريكي . لكن لابد أن نشير الى عدة عوامل ستؤثر لاحقاً .

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

أولاً , توقعات صندوق النقد الدولي بأن النمو العالمي سيتراجع خلال العامين القادمين .

ثانياً , رفع الفائدة الأمريكية الذي سيستمر باعتقادنا , لا يبني الفيدرالي الأمريكي سياسته النقدية على تصحيح الأسواق بل على معايير مختلفة تشمل الاستقرار المالي والاقراض وأداء الاقتصاد ككل .

ثالثاً , قلناها سابقاً , العوائد على السندات الأمريكية مهمة للغاية . مزادات السندات الأمريكية التي تقيمها وزارة الخزانة الأمريكية تشكل معروضاً كبيراً , العوائد المرتفعة تعني عدم الرغبة في الرهان عليها حالياً على الأقل , أي بمعنى ستضطر الحكومة الأمريكية لرفع العوائد مجدداً وهذا كله يشمل الديون الأمريكية التي تزداد يوماً بعد يوم . العوائد الأمريكية في هذه الحالة لا تعني أن الاقتصاد الأمريكي قوي بقدر ما تشير الى ديناميكيات سوق السندات بحد ذاتها والتي قد تسبب مشكلة حقيقية مع استمرار رفع الفائدة.

رابعاً , الحرب التجارية والرسوم المرتفعة سيكون لها تأثير سلبي بلا شك , بطيء ولكنه سيكون تأثيره مهماً للغاية على الصين وأمريكا.

خامساً , الاجراء الذي قام به بنك الشعب الصيني خلال الأسبوع الفائت لدعم الاقتصاد وزيادة مستويات السيولة النقدية يعني بشكل واضح التخوف , هذا الاجراء احترازي ولكنه قد لا يكون كافياً اذا ارتفعت وتيرة التوترات التجارية وتراجع التصنيع .

سادساً , وصل مؤشر المخاوف VIX Index مجدداً الى مستويات مرتفعة 22.96 اليوم بعدما كان عند مستويات 12 تقريباً قبل خمسة أيام , مرتفعاً بنسبة تقارب 97% ! اذا كنت عزيزي القارئ من متابعينا , كنا قد قلنا قبل أسبوعين أن مؤشر المخاوف يشكل فرصة ممتازة للرهان عليه , قد لا يكون هذا الرهان قد انتهى حالياً.

سابعاً , كان أداء الذهب باهتاً قياساً باليورو مثلاً. قد لاتشكل الأزمات فرصة للذهب بقدر تأثير قوة الدولار الأمريكي أو ضعفه , اضافةً لمعدلات التضخم .