عبدالحميد ماهر | 24 اكتوبر, 2018 15:37
شهدت العملة الموحدة "اليورو" تراجع بأكثر من 3% مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسات هذا الشهر, ونحو أدنى مستوياته في شهرين. حيث كانت هناك بعض العوامل السلبية من مخاطر التجارة العالمية كذلك أحداث البريكست.
بالإضافة إلى تحديات الميزانية الإيطالية وبيانات المؤشرات الصناعية السلبية التي أتت عند أسوأ مستوى في أكثر من عامين, والتي وضعت زوج اليورو مقابل الدولار أمام المزيد من التراجعات قبل يوم واحد من إجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس.
إيطاليا ليست بعد قضية سياسة نقدية للبنك المركزي الأوروبي!
لا شك في أن الدراما الإيطالية يرى البعض أنها ستفشل خطط تطبيع سياسة البنك المركزي الأوروبي, وأن هناك القليل من الأدلة على العدوى لبقية منطقة اليورو, ولكن هذا ليس أساسي مع بعض الإشارات والإستجابات من الإدارة الإيطالية بالإضافة لعدم مراهنات الحكومة الحالية على تحدي الإتحاد الأوروبي ومحاولة الإستغناء عن الكتلة الأوروبية وفقاً لتصريحات المسؤولين الإيطاليين.
حيث دفع دراغي اليورو إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر في سبتمبر بعد أن وصف الضغوط التضخمية بأنها "قوية نسبياً", وذلك على الرغم من أن العملة عادت منذ ذلك الحين إلى تحركها في مواجهة المخاوف المالية المتزايدة في إيطاليا.
مع الأخر التحديثات الواردة تمت الموافقة على ميزانية إيطاليا في روما ولكن ليس في بروكسل, وقد طالبت المفوضية الأوروبية بتفسير. حيث إن الإنفاق الإضافي المزمع الذي يبلغ 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل مقارنة بالخطط السابقة سيعطي دفعة كبيرة للنمو, ولا شيء سيئ في ظل الإقتصاد الذي يشهده هامش إحتياطي واسع.
لكن هذه الخطط تخون الرغبة في التضحية بالإستدامة المالية على المدى المتوسط من أجل الإنفاق الشعبي, ولكن ربما تكون سيئة التوجيه. فقد قوبلت بالشكوك من جانب الأسواق المالية وصانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي بما في ذلك رئيس البنك المركزي الألماني ينس فايدمان.
البيانات الصناعية تضغط على اليورو!
تباطأت المؤشرات الصناعية في منطقة اليورو مع أسوأ أداء في أكثر من عامين في بداية الربع الرابع بسبب معاناة الشركات المصنعة من تزايد المخاوف بشأن التجارة العالمية, وكان رد فعل السوق واضحاً أيضاً حيث إنخفض اليورو إلى أدنى مستوى له في شهرين.
تأتي تلك القراءة السيئة لمؤشر مديري المشتريات المركب والقطاع الصناعي والخدمات قبل يوم واحد من إجتماع صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي لمراجعة المخاطر التي تواجه الإقتصاد, وذلك أيضاً مع تعهدهم بخفض برنامج شراء السندات في ديسمبر.
هل تعود القوة للعملة الموحدة الأوروبية؟
بعد أن كان اليورو العملة الأكثر صدارة وإستخداماً للمعاملات العالمية قبل خمس سنوات مع أزمة الديون الأوروبية. يبدو أنها بدأت تستعيد تلك الأفضلية وفقاً لبيانات سويفت التي صدرت يوم أمس, وهذا يأتي مع تراجع حصة التعاملات التي تتم بالدولار الأمريكي في التجارة الدولية.
هذا على أثر إضطرابات الحرب التجارية المشتعلة من إدارة الرئيس ترامب بمواجهة أغلب الإقتصادات العالمية, وذلك أتى بثمارها نحو العملة الموحدة حيث أن 4 نقاط مئوية فقط تفصل الآن ما بين الدولار وحصة سوق اليورو.
النظرة الفنية
في ظل التحديات والتراجع على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي لم يصحح الزوج سوى نسبة 38.2% من مستويات فوبوناتشي من تراجعاته من قمة عام 2018 في منتصف فبراير إلى أقل مستوى في منتصف أغسطس.
كما تشير المتوسطات المتحركة على هذا الزوج نحو الإتجاه الهبوطي على المدى القصير, وتحدد المقاومة 1.1600 نحو الإتجاه الصعودي على المدى المتوسط للفترة القادمة. يواجه حالياً الزوج مناطق دعم عند 1.1360, والتي بإختراقها قد يستهدف مستوى 1.1301 أدنى سعر في 15 أغسطس, ومع أي أغلاق يومي ما دونها يضع الزوج تحت الضغط للمزيد من التراجع نحو.
تويتر: Abdelhamid_TnT@
ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.