اليورو : سيناريوهات متناقضة وصعبة !

 | 15 نوفمبر, 2018 09:45

قد يكون الشيطان كامناً في التفاصيل كما يقول المثل ولكن لا بد لنا أن نقرأ إمكانية أخرى قد تقود الأسواق العالمية الى مسار آخر.

أولاً , الإيجابية التي تبدو حالياً في إمكانية التوصل الى اتفاق بين الصينين والأمريكيين بخصوص الرسوم التجارية الأمريكية على السلع والصادرات الصينية لأمريكا . صحيح أن كل طرف يتهم الآخر , ولكن باعتقادنا أن هذا لا يعدو كونه كلاماً سياسياً متعارفاً عليه في الصراعات السياسية والتي عادةً ما تكون مقدمةً للمفاوضات بين الطرفين.

ثانياً , التوصل المبدئي لاتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي يوم أمس تعطي إشارات إيجابية ليس فقط للجنيه الإسترليني بل كذلك للعملة الأوربية الموحدة التي تأثرت سلباً بما يجري من عدم استقرار سياسي أكثر من تأثر اليورو بالأخبار والأرقام الاقتصادية.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

هذه العوامل اذا استقرت خلال الأيام القليلة القادمة ستكون عاملاً مهماً لشهية المخاطرة والتي قد تدفع اليورو مجدداً للارتفاع , بينما يبدو الدولار الأمريكي حالياً مستقراً قريباً من مستويات 97 نقطة لكنه تراجع في الأيام الثلاثة الأخيرة , بعد أن ارتفع قبلها.

أولاً , تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الألماني في الربع الثالث ما دون الصفر يعني أن هذه الأرقام سيئة للغاية , وصلت الى -0.2% على أساس ربع سنوي . من المبكر الكلام عن ركود لأن الركود يتطلب ثلاثة أشهر أخرى من النمو السلبي حتى يتحول الى ركود حقيقي علماً أن الاقتصاد الألماني حقق نمواً بنسبة 0.4% في الربع الأول و 0.5% في الربع الثاني. ويبدو أن التراجع أتى من الاستهلاك الخاص كما أن أرقام الصادرات أتت أقل من الربع السابق وهذا يشكل عصب الاقتصاد الألماني . تشكل هذه الأرقام تحدياً حقيقياً ولكن من المبكر أن تسبب أزمةً لليورو علماً أن الرسوم التجارية ان اتسع نطاقها ستعقّد الوضع أكثر.

ثانياً , من المقرر أن يكون هناك حديث لجيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق من اليوم ( 8:30 مساءً بتوقيت دبي). سيكون من المهم معرفة رأي بأول بتأثير تراجع أسعار النفط في معدلات التضخم الأمريكية التي تعتبر مقياساً لرفع الفائدة الأمريكية. وقبله سيكون مهماً معرفة أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية التي من المتوقع أن ترتفع آخذين بعين الاعتبار تراجع أسعار النفط بأكثر من 10% في أكتوبر / تشرين الأول الفائت , قد يكون هذه التراجع في صالح مزيد من الانفاق الداخلي للمستهلك الأمريكي , بكل الأحوال لا نتوقع تصحيحاً قاسياً للدولار الأمريكي حالياً.

يتداول اليورو حالياً عند 1.1334$ وهي ما تزال مستويات متدنية كان قد وصلها في شهر آب الفائت وباتت تشكل دعماً مهماً خلال الفترة الحالية. سيكون مهماً جداً ان نعرف انه حتى مع ارتفاع اليورو فإننا لا نتوقع ارتفاعاً قوياً وزخماً مستمراً . مستويات الصرف الحالية لليورو لا تشكل ضغطاً على البنك المركزي الأوربي الذي قد يبطئ من رفع الفائدة ومن انهاء شراء الأصول في حال استمرت هكذا أرقام اقتصادية وكذلك تعقد ملف البريكزت.