هل ننتظر نتيجة المفاوضات ؟

 | 20 نوفمبر, 2018 10:12

لم يكن الجنيه الإسترليني قادراً على الاحتفاظ بمكاسبه لفترة طويلة . فبعد أن وصل الى مستويات 1.3025$ صباح يوم الخميس الفائت سرعان ما عاد للتراجع ليخسر قرابة ثلاثمئة نقطة ويصل الى مستويات 1.2730$ قبل أن يتحسن ببطىء حيث يتداول حالياً عند 1.2855$ . هذه المستويات التي وصلها الخميس الفائت تشكل تحدياً كبيراً للباوند حيث تبقى قريبة من أدنى مستوياته منذ حزيران 2017 , وهي من الناحية الفنية تشكل مستويات دعم مهمة للغاية لأن الباوند في أسوء مراحل البريكزت بعد حدوثه تراجع الى مستويات 1.2090$ قبل عامين تماماً ومن ثم عاد للارتفاع تدريجياً ليصل الى مستويات 1.4330$ في نيسان الفائت قبل ستة أشهر معوضاً بذلك 75% من خسائره بعد البريكزت عندما تراجع من مستويات 1.50$ .

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

التداولات الحالية تبدو أكثر تعقيداً مما كانت عليه قبل عامين . الرسم البياني للشموع يوضح تماماً أن ضعف التداول والتقلبات تشكل تحدياً هاماً للجميع وهي ان دلت على شيء فإنها تدل على اتجاه عام في أسواق العملات العالمية في السنوات الأخيرة ولا نتوقع أن يتغير في القريب العاجل . الجميع يتكلم عن البريكزت وعن رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي ماتزال تمنى بخسائر سياسية ان كان من قبل حزبها حزب المحافظين الذي ترأسه أم من قبل خصومها حزب العمال والمفوضية الأوربية . ما زلنا نعتقد أن الأوربيين يرغبون باتفاقية أكثر من خصوم رئيسة الوزراء المحليين . وهي ان دفعت باتجاه هذه الاتفاقية دون موافقة جميع أعضاء حزب المحافظين فإنها ستغامر بمستقبلها السياسي الذي قد لا يستمر كثيراً.
سيواجه الباوند تحدين أساسيين حالياً :

أولاً , المعمعة السياسية داخل حزب المحافظين ومن ثم المفاوضات مع الشركاء الأوربيين .

ثانياً , قوة الدولار الأمريكي الذي خفف من مكاسبه في الأيام القليلة الأخيرة , يتداول مؤشر الدولار الأمريكي حالياً عند 96.35 نقطة وهو بذلك تراجع أربعة أيام خلال الخمسة أيام الأخيرة , بعد أن وصل الى مستويات 97.80 نقطة قريب من أعلى مستوياته في ستة عشر شهراً.

عوائد السندات الأمريكية لعشر سنوات تراجعت في الأسبوعين الأخيرين من مستويات 3.20 لتصل الى 3.06 حالياً. هذا التراجع ليس بسيطاً في أسواق السندات وقد لا يكون مرتبطاً بشكل كامل بعدم الاستقرار بقدر ارتباطه بديناميكيات أسواق السندات للاستفادة من عوائد مرتفعة وسعر سندات رخيص, قلنا سابقاً أن شراء السندات قد يبدأ مجدداً من هذه المستويات.
يبقى خيار شراء الباوند حالياً موجوداً ولكن نفضل الانتظار حتى نصل الى نتيجة نهائية للمفاوضات البريطانية – الأوربية حيث يكون شراؤه أكثر ضماناً في حال تم الاتفاق . حتى لو حصل الاتفاق وارتفع الباوند بسرعة لن تكون مكاسبه مؤقتة عندها بل سنعود لمستويات أعلى بشكل مستمر .