هل هي معنويات سلبية؟

 | 04 ديسمبر, 2018 09:34

لاشك أن لغة الأرقام لا تكذب , تعطينا دائماً إشارات محددة عن آليات وديناميكيات التداول في الأسواق العالمية. ليس أحياناً فقط بل في كثير من الأوقات لا بد أن نعيش يوميات الأسواق العالمية حتى نعرف ماهي معنويات هذه الأسواق وكيف تتحرك أحياناً بعكس لغة الأرقام أو لنقل باتجاه مخالف أحياناً. مناسبة هذا الكلام له علاقة بالتقرير الأسبوعي الصادر يوم الجمعة عن اللجنة الأمريكية لتداول العقود والسلع والذي أشار الى ارتفاع في عمليات بيع اليورو من 47 ألف عقد الى 55 ألف عقد.
يبدو واضحاً أن الأسواق لم تتلمس بعد طريقها لفهم اليورو متأثرةً بسببين أساسيين:

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

أولاً , قوة الدولار الأمريكي الذي مازال محتفظاً بمكاسبه وهو عند أعلى مستوياته منذ أكثر من عام .

ثانياً , الأرقام الاقتصادية من منطقة اليورو لم تكن إيجابية ولكن هذا قد يكون مجرد حالة استثنائية لأننا نعتقد أن الأسواق تقرأ إمكانية ان يبقي المركزي الأوربي على معدلات الفائدة منخفضة ( عند الصفر حالياً ) ولا يقوم برفع الفائدة ضمن الاطار الزمني الذي أشار له سابقاً.

حقق اليورو مكاسب مقبولة يوم أمس ليصل اليوم في آسيا الى 1.1384$ مرتفعاً من مستويات 1.1310$ التي وصلها يوم الجمعة الماضية. التغيير الحاصل الذي نعتقد أنه سيستمر بالنسبة لمؤشر الدولار الأمريكي قد يعطي مجالاً لليورو لمزيد من الارتفاع خلال الأسابيع القادمة . لاشك أن المركزي الأوربي لا يرغب بعملة قوية ولكن اليورو عند هذه المستويات لا يعتبر مرتفعاً أو مخيفاً للتأثير على معدل التضخم الأوربي ( مؤشر أسعار المستهلكين ) والتي باتت قريبةً من 2% وهو هدف البنك المركزي الأوربي . معنى هذا الكلام أن ماريو دراغي قد يتساهل مع قوة اليورو التدريجية التي قد توصله مرة ثانية لمستويات 1.15$ ثم 1.18$ خلال الستة أشهر القادمة .

من جهة ثانية , اذا استمر تراجع العوائد على سندات الخزينة الأمريكية سيكون هذا في صالح اليورو , تراجعت العوائد على سندات الخزينة الأمريكية لعشر سنوات دون مستويات 3% ( كما أشرنا الى هذه الامكانية قبل عدة أيام ) ووصلت اليوم الى 2.94% وباتت هذه العوائد تضغط الى الدولار الأمريكي وكذلك سوق الأسهم , اذا استمر هذا التراجع للعوائد قد لا تكون هذه إشارة إيجابية للأسواق.