هل من تغيير محتمل !

 | 13 ديسمبر, 2018 10:17

لاشك أنها كانت سنةً حافلة بالكثير من التحديات السياسية والاقتصادية . ربما لم يتراجع أداء الاقتصاد العالمي بقوة , ولكن ما حدث حالياً من بناء مستمر تدريجي لمستويات عدم الثقة السياسية , والمزيد من التشدد السياسي والاقتصادي بين الدول برعاية أمريكية لا يشير حتماً الى نتائج إيجابية . في العام الحالي 2018 , بقيت منطقة اليورو تحت الضوء , قد لا يكون التركيز عليها كبيراً كما في السنوات السابقة لأن ما يحدث من رسوم تجارية أمريكية على الصين , ومعضلة البريكزت قد يكون طغى على كل التفاصيل الأخرى. سيكون اليوم الخميس الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوربي في العام الجاري 2018 , السؤال المهم هل سيكون هناك من تغيير متوقع , وهل سيرسم ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوربي معالم السياسة النقدية للعام القادم ؟

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

الحقيقة , لا نتوقع حدوث تغييرات جذرية ان كان من ناحية التوقعات الاقتصادية للعام القادم , أو من ناحية انهاء برنامج شراء الأصول المتوقع مع نهاية العام الجاري , من غير الإشارة الى وقت محدد لرفع الفائدة التي ماتزال حالياً عند 0.0% أقل من بريطانيا 0.75% وأمريكا 2.25% وحتى كندا 1.75% . لابد أن نأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أساسيات في اجتماع اليوم :

أولاً , من المتوقع أن تكون توقعات المركزي الأوربي غير قوية لنمو الاقتصاد الأوربي خلال العامين القادمين , من غير المبالغة في تقدير حجم الضعف . يعرف المركزي الأوربي تماماً أن الأرقام الاقتصادية الأوربية لم تكن جيدة في الشهرين الأخيرين ولذلك لن يكون مستعجلاً في توقعاته الإيجابية لرفع الفائدة. السياسة المتكيفة ستبقى العنوان العريض , لكن انهاء برنامج شراء الأصول وثقة دراغي بالاقتصاد ستكون إيجابية لليورو في المدى القريب والمتوسط.

ثانياً , التحديات السياسية والتي في مقدمتها قضية البريكزت التي ترهق جميع الأوربيين . عدم الاستقرار السياسي هو ما يهم وليس المفاوضات بحد ذاتها أو النتيجة النهائية . جزء مهم من تراجع اليورو والمؤشرات الأوربية مرتبط اصلاً بفشل خروج بريطانيا حالياً وتأثر الأسواق بتبعاتها .

ثالثاً , سيبقى المركزي الأوربي ملتزماً بالكامل اتجاه جميع الأعضاء ودعم اصلاحاتها وميزانيتها وفي مقدمتها إيطاليا, لذلك لا نتوقع أن تشكل ميزانية إيطاليا مشكلة حقيقية لأن التحدي السياسي يبقى أهم .
في هكذا بيئة , سيكون بقاء اليورو عند مستوياته الحالية دون ارتفاعات قوية سريعة جيداً للمركزي الأوربي , تدعم الصادرات الأوربية , ترفع التضخم تدريجياً , ولذلك حتى ارتفاع اليورو سيكون ارتفاعاً تدريجياً دون حدوث قفزات قوية حسب اعتقادنا مع ثقتنا بأن اليورو سيكون مهماً للغاية في العام القادم خاصةً اذا اتفقت أمريكا والصين تجارياً , مع حدوث بداية تراجع حقيقي للاقتصاد الأمريكي وعوائد سنداته , اضافةً الى أي تطور سياسي يخص ترامب من قبل الكونجرس .