كان هذا العام مخيباً للآمال بالنسبة للسلع، لكن بعض المتخلفين في عام 2018، مثل الذهب والنحاس والذرة وفول الصويا ، قد يكونوا قادة عام 2019. وفي كل الحالات، لا بد أن يعود واحد من السلع الخاسرين في عام 2018 إلى الصعود في العام القادم.
وفي ظل القضايا السياسية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بـ “البريكست” والنزاع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، فإن هناك الآن عدد من الفرص الجديدة المتاحة في عام 2019 للمستثمرين.
بالنسبة للذهب، فقد كان دون المستوى في السنوات القليلة الماضية، وانخفض بنسبة 5 ٪ تقريبا في 2018 حتى يوم الجمعة الماضي. وجاءت خسائر الذهب في معظمها خلال عام 2018 بسبب قوة الدولار وزيادات سعر الفائدة التي بلغت 4 مرات.
على الرغم من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة أربع مرات في هذا العام، فقد قال محافظ المجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أن الأسعار الآن قريبة من المستوى الذي يجب أن تكون عليه. بل ذهب بعض الخبراء إلى القول بأنه من الممكن العودة لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في حال بقيت المخزونات متقلبة وإذا استمرت عائدات السندات في الارتفاع.
وبما أن الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع الأسهم والسندات فقد يكون هو الرابح الأكبر.
من جانب آخر، يمكن أن تكون الذرة النجمة الرائدة بين الحبوب الرئيسية في عام 2019، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تحسن العوامل الأساسية، مع ارتفاع مستوى استخدام الذرة العالمي بسرعة مقابل تباطؤ الإنتاج، ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية من الذرة بنسبة 9.2٪ عن العام الماضي.
في المقابل، سيواجه القمح صعوبة في الحفاظ على مكاسب 2018 القوية. حيث ارتفعت الأسعار مستفيدة من العوامل المرتبطة بالطقس. وقد أدى ارتفاع أسعار القمح هذا العام إلى زيادة في الزراعة وقد يؤدي إلى زيادة العرض في عام 2019.
في المقابل، تراجع فول صويا بأكثر 6% في هذا العام بسبب الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
ولكن، بعد أنباء عن هدنة بين الدول، أفادت تقارير بأن الصين قد اشترت فول الصويا الأمريكي، وهو ما قد يؤدي إلى اندفاع سريع في الأسعار.
بالنسبة للنحاس، فقد تراجع بسبب مخاوف من أن يؤدي النزاع التجاري إلى إضعاف الطلب على هذا المعدن. وعلى الأغلب إن النحاس يبدو من بين “السلع الواعدة” في عام 2019. حيث أن بوادر انفراج للقضايا التجارية قد تؤدي إلى تعافي الأسواق النائشة وبالتالي تعافي النحاس.
في حين أن الغاز الطبيعي قد يواجه انعكاسا للاتجاه بعد ارتفاعه بنسبة 30٪ هذا العام. حيث أن الارتفاع المفاجئ في أسعار الوقود قد يؤدي إلى سقوطه في عام 2019. وقد جاء ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي خلال عام 2018 تزامنا مع انخفاض أسعار سلع الطاقة الأخرى، مثل النفط. وقد تضاعفت العقود الآجلة للغاز الطبيعي تقريبًا من أدنى مستوياتها إلى أعلى مستوياتها هذا العام.
من المتوقع على نطاق واسع أنه بمجرد أن ينتهي الشتاء … يمكننا أن نرى تراجعا موسميا في الغاز الطبيعي، و الأسعار المرتفعة التي شاهدناها مؤخرا قد تشجع على المزيد من الإنفاق الرأسمالي، وهو ما يمكن أن يساعد في إعادة بناء المخزون الاحتياطي في فصل الشتاء القادم.
بصفة عامة، مازال المشهد مختلطا بالنسبة لاتجاه السلع في العام المقبل، مع بعض القضايا الشائكة من عام 2018، مثل النزاع التجاري وتسريع نسق رفع أسعار الفائدة الفيدرالية.
عادة ما ننصح المستثمرين عندما يكون المشهد ضبابيا بالمضاربة وفقا للاتجاه على المدى القصير والاعتماد على إدارة المخاطر. والابتعاد أيضا عن صيد صفقات في قمم أو انتظار قيعان على المدى البعيد، لأن أي إجراءات قد يتخذها ترامب بخصوص الصين، أو تغيير في لهجة جيروم باول رئيس المجلس الاحتياطي الفدرالي أو سياسة الفدرالي قد تخلق مفاجآت في السوق. بيانات.نت