هل تستمر أمازون في النمو؟ تعرف على أهم عاملين للمراقبة، وماذا ينتظر الشركة مستقبلا

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 10/1/2019

استطاعت شركة (NASDAQ:أمازون) أن تنهي عام 2018 باللون الأخضر، لتصبح بذلك واحدة من شركتين من الشركات التكنولوجية التي تمكنت من ذلك. وبلغ عائد عملاق التجارة الإلكترونية ارتفاع نسبته 28.4% هذا العام، لا يسبقه سوى شركة (NASDAQ:نيتفليكس).

رغم التراجع الحاد في أسهم الشركة العملاقة الحادث في بداية أكتوبر، استطاعت الشركة تحقيق نتيجة سنوية مذهلة، وكانت قادرة على ذلك رغم ما مر به السوق عمومًا من انخفاض العام الماضي. فتراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 4.4%، وناسداك بنسبة 3.9%.

مرت الشركات التكنولوجية بهبوط كبير وواجهت صعوبات كثيرة خلال الربع الأخير من العام الماضي، وبالتالي يحق للمستثمرين التساؤل فيما إذا كان يجب الاستمرار في استثمار في أكبر شركة في العالم، من حيث قيمتها السوقية، على حساب الشركات التكنولوجية العملاقة الأخرى؟

تفاجأ المستثمرون من تقرير أرباح الربع الثالث للشركة، لأن النمو في قطاع الأعمال الرئيسي لها، وهو البيع الإلكتروني، أظهر تباطؤًا ربعيًا استمر لـ 4 أرباع متتالية. ويدفع التباطؤ المستثمرين للتساؤل ما إذا كانت الشركة قد وصلت إلى نقطة التشبع.

سيتحدد مستقبل نمو أمازون من خلال عاملين، سيظهران ما إذا كان محرك النمو في الشركة ما زال فاعلًا.

1.توسع التجارة الإلكترونية في أمريكا الشمالية

لا يمكن للشركة تحمل أي تباطؤ في معدلات البيع الإلكترونية لها. فتعد أمازون أكبر تاجر تجزئة في أمريكا الشمالية. وتلك السمة التنافسية شديدة الأهمية للشركة، لأنها تساعد في استمرار النمو بمستويات مرضية للمستثمرين. لا نرَ أي تهديد لتلك الهيمنة في المستقبل القريب.

فيشير الباحثون في eMarketer، أن أمازون ستحقق مبيعات تجزئة تصل إلى 258.22 مليار دولار في الولايات المتحدة، لعام 2018. وسيمثل هذا 49.1% من الإنفاق على البيع الإلكتروني في البلد.

بدأت الشركة مسيرتها كمكتبة إلكترونية، والآن هي القائد في قطاعات التجارة كافة. وتحصل الشركة على قوتها من شبكة أسواق متألفة من بائعي الطرف الثالث، ويوجد عليها كذلك عدد لا نهائي من البضائع المتنوعة بين: مواد البقالة، إلى الموضة، كما لديها برنامج ولاء له شعبية كبيرة، وهو: أمازون برايم.

وتمنح تلك الهيمنة لأمازون قوة لا تقهر تسمح لها بزعزعة أي صناعة قوية، وتخلق بذلك فرص جديدة. وتمكنت الشركة من الاستحواذ على سلسلة متاجر الأطعمة العضوية Whole Foods في منتصف 2017، وكانت تلك صدمة للسوق المادي، وتستمر حتى الآن في زعزعة استقرار الأسواق المادية.

واستطاعت أمازون دخول متنوع الصناعات، وتأسيس مركز قوي لنفسها فيها، وتتراوح تلك الصناعات بين الإعلان، والأدوات الإلكترونية التي تعمل بالأوامر الصوتية، وخدمات البث الإعلامي. وبدأت الشركة تركز في الفترة الأخيرة على طريقة توليد الأموال، لتحقق المزيد من النمو.

ولكن، تستمر هناك مخاطر تهدد مسيرة تقدم الشركة للأمام. فلو دخل الاقتصاد الأمريكي حالة ركود، واستمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وخفضت الأعمال الصغيرة من الإنفاق، ستتعرض أمازون للأذى بالتأكيد.

ولو استمرت الشركة متوسعة في مزيد من الصناعات، ستجذب أنظار جهات التنظيم والتدقيق. فهاجم الرئيس ترامب أمازون، في المقابلات الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعي، ليزعم أن هيمنة الشركة تؤذي تجار التجزئة في الولايات المتحدة، وكذلك الخدمات البريدية.

ورغم تلك المخاطر، تستمر أمازون في توليد الكثير من الأموال. فارتفع عائد الشركة (قبل حساب الفوائد والضرائب) من 347 مليون دولار في الربع الأول العام الماضي، إلى 3.7 مليار دولار في الأرباع الأخيرة. وفي خلال الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر، وصل العائد إلى 8.6 مليار دولار، مقارنة بـ 1.9مليار دولار في نفس الفترة العام الماضي. وفي الربع الأخير من 2018، تتوقع FactSet تحقيق أمازون ربح نسبته 20% في المبيعات، مقارنة ببداية العام.

2.خدمات الويب من أمازون

يعد قطاع خدمات الويب من أهم القطاعات المساهمة في زخم الأرباح لأمازون. ويتسم بسرعة نمو الأعمال عليه، إذ يوجد منافسون عدة في هذا القطاع، مثل: مجموعة (NASDAQ:مايكروسوفت)، (NASDAQ:جوج)، (NYSE:آي بي إم)، يتزاحمون للحصول على أكبر حصة من السوق. وتسيطر أمازون على 30% من هذا السوق.

على الرغم من مساهمة قطاع خدمات الويب في مبيعات الشركة ككل، لا يبدو أنه كبير للغاية بما فيه الكفاية. ولكن تتجلى الأهمية في قطاع أعمال آخر وهو الحوسبة السحابية، التي تتزايد أهميتها لأمازون يومًا بعد يوم. فعلى سبيل المثال، لأرباح الفترة المنتهية في 30 ديسمبر، بلغ عائد خدمات الويب 5.1 مليار دولار، ليمثل بذلك 73% من أرباح أمازون قبل الفوائد والضرائب.

بيد أن هذا القطاع يصبح تنافسي أكثر فأكثر. في الواقع، تحاول شركات القطاع التكنولوجي الكبرى أن تدخل قطاع الخدمات السحابية.

فعلى سبيل المثال، تعمل مايكروسوفت على تحويل نفسها لبائع للخدمات السحابية للأعمال التي ترغب في تخزين البيانات، وإدارة التطبيقات من معامل بيانات مايكروسوفت، بدلًا من استثمار رأس المال في أعمال التكنولوجيا والصيانة.

وارتفعت مبيعات مايكروسوفت في الربع الأخير من الخدمات السحابية بنسبة 47%، لتصل إلى 8.5 مليار دولار، مع هامش لأعمالها بلغ توسعه 4%، ليصل إلى 64%.

خلاصة القول

تشغل أمازون موقعًا قياديًا في أغلب مناطق الأعمال التجارية، مما يجعل أسهمها واحدة من الأسهم الأكثر أمنًا في قطاع التكنولوجيا. وبالطبع، لا يعد سعر 1,659.42 دولار للسهم المسجل عند الإغلاق أمس منخفض. وضع في اعتبارك، أن الأسهم ما زالت منخفضة حوالي 20% من الارتفاع الذي حققته في بداية سبتمبر، عندما بلغت 2,050.50 دولار. ولذلك على المستثمرين توخي الحذر قبل دخولهم المراكز، عندما تنشط مخاطر النمو.

ويصدر تقرير أرباح أمازون للربع الرابع من 2018 يوم الخميس الموافق 31 يناير، بعد الإغلاق. وفي حال ظهرت أي علامات على وجود ضغط على قطاع خدمات الويب بسبب المنافسة، أو اقتراب قطاع التجارة الإلكترونية من الوصول إلى ذروة، ستتأثر الأسهم تأثرًا شديد السلبية. ولكن لو كنت تبحث عن استثمار تتمسك به لفترة طويلة، فأمازون هي النوع الذي سيكون جذابًا، خاصة بعد خسارة أكثر من ربع قمته في فترة زمنية قصيرة.

احصل على التطبيق

انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com

حمل الآن

كتب بيد: Investing.com