المشكلة في مكان آخر ..

 | 18 يناير, 2019 13:10

يدرك الكثير من المتابعين والمهتمين في الأسواق العالمية أن مستويات التقلبات اليومية Volatility في الأسواق العالمية في مختلف العملات باتت أقل بكثير وأضعف مما كانت عليه قبل سنوات . قد يتذكر الكثيرون كيف أن اليورو مثلاً كان يتحرك بأكثر من مئة وخمسن نقطة يومياً مقابل الدولار الأمريكي في العام 2010 وقبله , وهنا تكمن المشكلة بالنسبة للكثيرين وحتى البنوك العالمية الكبرى التي تعتبر صانعةً للسوق.

ليست المشكلة حسب اعتقادنا في السيولة حالياً , أو في تراجع مستويات النقد في السوق , حتى مع ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية الى مستوياتها الحالية 2.5% لاتعتبر مستويات مرتفعة مقارنةً بما كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية , كما أن الصين تقوم بعمليات تيسير وتسهيل نقدية للسوق وقد قامت بضخ أكثر من 80$ مليار قبل عدة ايام , كما أن البنك المركزي الأوربي مثلاً لم يبدأ بعد برفع الفائدة التي ماتزال عند مستويات الصفر حالياً. المشكلة تكمن في مكان آخر ..

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

أولاً , تراجع مستويات الثقة بأداء البنوك المركزية الكبرى في العالم التي مارست سياسة نقدية متكيفة لكنها غريبة أحياناً متناقضةً مع المستويات التاريخية للفائدة مجبرةً الأسواق ككل على المضي في طريق لم تختاره من قبل.

ثانياً , السياسات النقدية أظهرت حالةً من التعب عند المستثمرين الذين باتوا محتارين بأداء الكثير من الأدوات الاستثمارية مفضلين الانكفاء ومراقبة الأسواق أكثر من الخوض بها .

ثالثاً , التأثير الرئيسي للسياسة التي ربما لم تكن كذلك قبل عشر سنوات وخاصةً مع قدوم رجل كدونالد ترامب الى البيت الأبيض وهذا الجدل اليومي بينه وبين صناع السياسة النقدية في الفيدرالي الأمريكي أو حربه التجارية المفتوحة مع كل العالم بلا استثناء .

رابعاً , السياسة الخارجية والاقتصادية للبيت الأبيض التي تركز على أمريكا أولاً لم تجعل الكثيرين مقتنعين بجدوى الكثير من الاجراءات كتخفيض الضرائب مثلاً وبالتالي أصبحت بيئة الاستثمار أكثر تعقيداً وأعلى مخاطرةً من قبل .

خامساً , لايمك أن ننكر أن ميزان القوة السياسية والاقتصادية يتجه شرقاً الى آسيا وخاصة في الخمس سنوات الأخيرة. هذا الاتجاه حسب اعتقادنا مازال في بدايته وسوف نرى مزيداً من التأثير للصين والهند خلال السنوات والعقود القادمة التي ستغير معها خارطة الاستثمار في العملات والأدوات الاستثمارية الأخرى .

التداولات الحالية تثبت مرةً أخرى أن المضاربات اليومية قد لا تكون مجديةً للكثيرين حسب اعتقادنا , يلزمها مزيد من الصبر والقدرة على تحديد الوقت المناسب للدخول والخروج من المراكز الاستثمارية المفتوحة .

المؤشر اليومي للذهب يشير الى امكانية التصحيح البسيط لأن الاتجاه العام بقي صاعداً من مستويات 1200$ للأونصة , ولذلك فان التصحيح ان حدث سيكون بسيطاً . بينما يشير الرسم البياني الشهري أن الارتفاع الحالي للشهر الرابع على التوالي وهناك زخم للمزيد الى مستويات 1320$ للأونصة . هكذا تداولات تجعل من المضاربة اليومية أكثر صعوية وغير مجدية في بعض الأحيان .