يوم بريطاني بامتياز ..

 | 11 فبراير, 2019 08:26

لا يبدو أن الأسواق تلقي اهتماماً كبيراً لما يجري في بريطانيا , بمعنى أن ما كان غير اعتيادي سابقاً أصبح من اليوميات الاعتيادية للأسواق العالمية التي ماتزال تنتظر انفراجاً يبدو أنه قد يطول فيما يتعلق ببريطانيا واتفاقها التاريخي المزعوم مع الأوربيين. هذا الفشل السياسي البريطاني كما نعتقد يشكل انعكاساً لتراجع الدور البريطاني سياسياً واقتصادياً فيما يتعلق بالقرار العالمي حتى لو بقيت بريطانيا من الاقتصاديات المتقدمة .

نظرة واحدة الى المخطط البياني لأداء الجنيه الإسترليني خلال شهر واحد تعطينا إجابة واضحة, على الرغم من وصوله الى مستويات 1.32$ مقابل الدولار الأمريكي مع نهاية الشهر الفائت لكنه خسر هذه المستويات ليتداول حالياً عند 1.2930$ مرتفعاً من مستويات 1.2715$ التي وصلها قبل شهر من الآن , في تداولات حذرة وضعيفة تعكس الشك الحقيقي بهذه العملة وفي نقطتين مهمتين :

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

الأولى سياسية , تتعلق بكفاءة تيريزا ماي وقدرتها على إدارة الملف داخلياً وخارجياً .

الثانية نقدية وهي تتعلق بعجز بنك إنكلترا عن اتخاذ قرار حالياً .

كما قلنا في عنوان المقال , ستكون الأرقام الاقتصادية البريطانية هي الأهم اليوم , وخاصة أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الرابع من العام الفائت والذي من المتوقع أن يتراجع من 0.6% الى 0.2% والذي لو حدث سيقود الباوند الى مزيد من التراجع . لن يكون بنك إنكلترا بموقف قوي يمكنه حتى من التفكير برفع الفائدة ( حالياً عند 0.75% ) الا اذا حدث اتفاق تاريخي بين الأوربيين وحكومة تيريزا ماي , عندها قد ينزاح التوتر السياسي الذي قد يمهد لمزيد من الاستثمارات في بريطانيا وسهولة سوق العمالة والأجور والتي بدورها ستقود بنك إنكلترا الى رفع الفائدة لاحقاً , وغير ذلك لا أحد يتوقع أن ترتفع الفائدة خاصة مع ضعف الأوربيين وتمهل الأمريكيين برفع الفائدة .

فنياً , تشكل النقاط التالية مستويات دعم مهمة وقريبة : 1.2890$ ثم 1.2833$ . بينما تشكل هذه الأسعار 1.2978$ ثم 1.3080$ مستويات مقاومة مهمة لكننا نستبعد أن نصل اليها اليوم .