بوينغ: تعافي سعر السهم على المدى الطويل، فهل حان وقت الشراء الآن؟

 | 21 مارس, 2019 09:58

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 21/3/2019

تعاني (NYSE:بوينغ) الآن من أسوأ الأزمات التي مرت بها في تاريخها، وهي الشركة الأكبر لصناعة الطائرات في العالم. تنبع أزمة بوينغ الحالية من حادثتي تحطم طائرات من طراز 737 ماكس، وهذا الطراز كان واعدًا للغاية. فكانت تلك الطائرة ذات الهيكل الضئيل هي الرهان الأكثر أمنًا للشركة العملاق، في محاولة التغلب على منافسيها الأقوياء في السوق.

وتحطمت طائرتان من نفس الطراز خلال الشهور الخمسة الماضية على مستوى العالم، وأفضت تلك الحوادث إلى منع استخدام تلك الطائرات، وفتح تحقيقات ضد ممارسات السلامة التي تنتهجها بوينغ في طائراتها، وبالتالي تلاشى أمل النمو مؤقتًا. فيحاول مستثمرو بوينغ على المدى الطويل الآن اكتشاف عمق الضرر الواقع على سمعة الشركة، ومستقبلها المالي.

هناك احتمالية كبيرة بوقوع ضرر بالغ على بوينغ وعلى الاقتصاد الأمريكي. بدأ عمل الطراز 737 في نهاية الستينيات من القرن الماضي، وكانت الطراز الأفضل مبيعًا للشركة. وأعادت الشركة هندسة الإصدار، وكانت تلك العملية ناجحة إذ جلبت للشركة طلبات شراء تتجاوز 5,000 طلب، بقيمة تزيد عن 600 مليار دولار، هذا بالإضافة إلى الطائرات التي باعتها الشركة بالفعل، تأتي تلك البيانات من بلومبرج.

حصلت بوينغ على دعم لعائدها ليرتفع فوق 100 مليار دولار، من خلال الودائع الموضوعة لحساب طلبات الطراز 737 ماكس، ويصل العائد لهذا الرقم للمرة الأولى خلال العام الماضي. وارتفعت على تلك الخلفية القيمة السوقية للشركة التي مقرها شيكاغو إلى أكثر من 250 مليار دولار، وذلك قبل تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأثيوبية في 10 مارس، ووقع حادث التحطم الأول في أكتوبر الماضي، لنفس الطراز 737 ماكس، التابعة لخطوط ليون آير الأندونيسية.

إذن، فالطراز 737 ماكس هو المساهم الأكبر في زيادة عائد وأرباح الشركة قبل دفع الفوائد والضرائب، وفق تقديرات (NYSE:غولدمان ساكس)، وتبلغ المساهمة 45% من العائد والأرباح قبل سداد الضرائب والفوائد، وكان هذا الرقم تقديري للسنوات الخمس القادمة.

المخاطرة الصينية

استوردت الصين ما نسبته 20% تقريبًا من مبيعات النموذج ماكس حول العالم، في شهر يناير، وتضع الصين في الاعتبار الآن استبعاد الطراز ماكس من قائمة الواردات الأمريكية، وفق تقرير من بلومبرج. وإذا قامت الصين بذلك، بعد إقدام عدد من الدول على هذا الإجراء، سيتعرض التدفق النقدي للشركة لضرر بالغ، ويدفع هذا خطط النمو للخلف.

ينقسم المحللون على حجم التأثير الواقع على المدى القصير أو الطويل بسبب تلك الأزمة، ولا يصعب رؤية حجم معاناة بوينغ لهذا العام، لأن أغلب عائدها سوف يُوجه إلى التحكم في الضرر الواقع عليها. ووفق كريديت سويس، يوجد عدد من التطورات السلبية التي يمكن أن تضر بالتدفق النقدي بمقدار يصل إلى 3.7 مليار دولار هذا العام، أو ما يبلغ ربع التدفق النقدي وفق توقعات البنك.

وقال محللو إدوارد جونز في مذكرة إن الحادثتين ربما ينتج عنهما نفقات إضافية، وتأجيل في تسليم طلبيات ماكس، مما سيتسبب في هبوط الأرباح، ويخفّض المحللون من قيمة أسهم بوينغ الآن.

ويقول المحلل، جيف ويندو، من إدوارد جونز، للمستثمرين: "وعلى المدى الأطول، نعتقد أن مستقبل بوينغ متوازن، بسبب الطلبيات المتأخرة على أنواع طائرات أخرى (مثل 787)، كما للشركة برنامج دفاعي مربح، وكذلك تتوسع في الخدمات التي تقدمها... إجمالًا، نعتقد أن الأسهم ستكون قيمتها متناسبة مع حجم الشركة بالنسبة لمستثمري المدى الطويل."

ارتفعت أسهم بوينغ بنسبة 33% لعام 2019، ذلك قبل حادث التحطم في 10 مارس، ومنذ الحادث خسرت الشركة حوالي 11% من قيمة الأسهم، يعكس هذا حجم التوتر وعدم اليقين الذي يكتنف المستثمرين حيال التأثير المحتمل للحادثتين على العائد. وارتفعت الأسهم 1% على مدار جلستي التداول الماضيتين، لتغلق الأسهم أمس عند 376.15 دولار.