لا يمكنك أن تتوقع تغييراً جذرياً في تداولات الأسواق العالمية بين ليلة وضحاها. أنت كمستثمر، قارئ أو متابع يجب أن تكون واقعياً لأن مستويات التداولات الضعيفة ليست فقط تحدي كبير للبنوك , بل هي تحدي أكبر للمضاربين والمتداولين. عندما يكون مؤشر الدولار الأمريكي عند أعلى مستوياته في عشرة أيام , هذا يعني بالضرورة أنه ليس هناك من شهية للرهان على الذهب أو شرائه , على الأقل حالياً. في نفس الوقت تبقى مؤشرات الأسهم الأمريكية عند أعلى مستوياتها في ستة أشهر وبالتالي لن يكون هناك أصلاً من داعي للرهان على شراء الذهب , هذا ما يعتقده الكثيرون.
علمتنا الأسواق أنه في كثير من الأحيان وعندما يكون الاتجاه صاعداً وقوياً وليس هناك من تصحيح قاسي , قد يكون هذا الوقت هو الأفضل للدخول في شراء أو بيع , عندما يبدأ الجميع بالبيع أو الشراء يكون الوقت قد انقضى وتراجعت إمكانية الفرصة الممتازة , هذا بالضبط ما حدث في عوائد السندات الأمريكية عندما وصلت الى 3.20% في نوفمبر / تشرين الثاني الفائت وقلنا يومها أن شراء السندات الرخيصة سيكون مهماً جداً , وصلت العوائد الآن الى 2.56% لسندات العشر سنوات وهذا يعتبر مكسباً مهماً في سوق السندات .
يتداول الذهب حالياً عند مستويات 1275$ للأونصة , علماً أنه وصل الى 1271.30$ للأونصة في تداولات اليوم . نعيد لنؤكد على فكرة مهمة جداً , اذا كنت مضارباً يومياً عندها سيكون الشراء أكثر خطورة , واذا كنت مستثمراً متوسط الآجل يمكنك البدء من هذه المستويات بالشراء لأن التراجع في هكذا بيئة تداولات ضعيفة من ناحية التقلبات سيكون بطيئاً.
أولاً , الارتفاع المستمر في مؤشرات الأسهم سيكون سلبياً للذهب .
ثانياً, الأرقام الاقتصادية الأمريكية الجيدة ستدعم بقاء الذهب تحت الضغط دون تحقيق ارتفاع سريع.
توضح أرقام مجلس الذهب العالمي أن شراء الذهب في الأصول الأوربية ارتفع منذ العام 2016 وهي باتت تشكل 45% من كل الأصول العالمية حيث وصلت الى 1121.4 طن في الربع الأول من العام الجاري 2019 بما قيمته 48$ مليار . عندما نأخذ بعين الاعتبار سياسات التسهيل النقدية من كبرى البنوك المركزية , والمخاطر الحقيقية للتجارة الدولية يمكن القول عندها أن شراء الذهب يبقى خياراً منطقياً , ليس مستودعاً للأمان بل أداةً استثمارية بديلة تحقق نوعاً من التوازن.
كان أداء الذهب أفضل خلال عام من الآن مقارنة بالفضة, حيث تراجع بنسبة 5.12% بينما خسرت الفضة 13% من قيمتها خلال عام . اذاً وبموجب هذه الأرقام مازال شراء الذهب قائماً على مستوى عالمي, قد لا يكون تأثيره قوياً أو مباشراً في السعر الحالي ولكن هذه الأرقام تتدل بوضوح على البناء التدريجي البطيء للذهب , هكذا خيار هو الأفضل. نعتقد أن الأسواق استوعبت فكرة أن الفيدرالي لن يرفع الفائدة وبالتالي بقي الدولار الأمريكي مستقراً. لا يمكننا اقناع الأسواق أن العوائد الأمريكية ستتراجع لأنه اصلاً ليس هناك من بديل للدولار الأمريكي حالياً.
