اليورو وأسعار الفائدة

منذ بداية الأسبوع الجاري, بقي الدولار الأمريكي العملة الأقوى بلا منازع , مرتفعاً بنقطة مئوية كاملة تقريباً , كان مؤشر الدولار الأمريكي عند 96.90 نقطة بينما يتداول حالياً عند 97.92 نقطة .لا يمكن بأي حال من الأحوال استغراب هذه القوة , كما أنها ليست فجائية بل مستمرة خلال الشهرين الأخيرين.هناك عاملين أساسيين وراء هذه القوة :

أولاً ,أتت أرباح الشركات الأمريكية (الى الآن على الأقل) ممتازة وفاقت التوقعات وبالتالي فإنها خففت من تأثير التوقعات السلبية بتراجع أداء الاقتصاد الأمريكي حالياً.

ثانياً , لا بديل عن الدولار الأمريكي كعملة من ناحية أسعار الفائدة عند 2.50% حالياً , أو من ناحية قناعة الأسواق بأن الفائدة لن تتغير حالياً , ولن يحدث تخفيض للفائدة قبل منتصف العام القادم ( ربما اذا بدأت الأرقام الاقتصادية الأمريكية بالتراجع التدريجي).

احصل على التطبيق

انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com

حمل الآن

للحقيقة ,فان قوة الدولار الأمريكي استمرت بأكثر من توقعاتنا لها , ولكن لا بد من أن نبين نقطة مهمة وهي أننا لم نتوقع أي ركود محتمل أو تراجع قاسي للأداء الاقتصادي الأمريكي قبل نهاية العام الجاري وبالتالي الربع الرابع , وهذا كان بالتأكيد سبباً جوهرياً لزخم الدولار الأمريكي الحالي.عندما يكون اليورو عند أدنى مستوياته منذ حزيران 2017 , هذا لا يعني فقط سياسة نقدية بل يعني مشكلة حقيقية بالثقة على مستويين أساسيين:

أولاً , السياسة النقدية للمركزي الأوربي والتي لن تتغير حالياً ’ تيسير نقدي مستمر وسياسة متساهلة بأسعار فائدة صفرية.

ثانياً , سيطول الوقت أكثر من السابق لحدوث تغيير حقيقي في الأداء الاقتصادي والسياسي لمنطقة اليورو .
آخذين بعين الاعتبار سياسة الفيدرالي , الضعف في البيانات الأوربية عندها يمكن القول وبوضوح ’ رفع الفائدة الأوربية تغير الى غير رجعة. هذا الكلام يعني أن العودة الى الفائدة الأوربية قريبة من 1% سيكون عملية معقدة طويلة وقد لا تحدث قبل عدة سنوات ( ان حدثت أصلاً) .

المخطط البياني يوضح أن الفائدة في منطقة اليورو كانت عند 1% في عام 2012 ( قبل سبع سنوات ) واستمرت بالتراجع الى أن وصلت الى 0.0% حالياً . بنفس الوقت , كان اليورو متماشياً مع هذه الفائدة الى حد ما , متراجعاً من 1.40$ حتى وصل الى المستويات الحالية عند 1.1137$ . باعتقادنا أن ضعف اليورو الحالي يبقي على إمكانية بقاء شراء المؤشرات الأوربية قائماً ومنها الداكس الألماني ’ كل هذا اللغط في الاقتصاد الأوربي ومع ذلك كان الاتجاه العام صاعداً في مؤشر الداكس بينما بقي اليورو ضعيفاً واتجاهه هابطاً. لا نتوقع عمليات تصحيح قاسية على الدولار الأمريكي حالياً , المستويات الحالية لليورو تفتح المجال للوصول الى 1.1115$ ولكن التداولات غالباً ستبقى ضعيفة . لا يسبب اليورو الضعيف قلقاً للمركزي الأوربي , بل المهم هو الأرقام التي يعتمد عليها البنك في سياسته النقدية. اذا تم شراء اليورو مقابل الدولار الأمريكي , يمكن شراؤه أيضاً مقابل العملات التي تتمتع بفائدة أقل , عملات اسكندنافيا مثلاً ( الكراونة النرويجية والسويدية ) , هذا النوع من التداول يعتمد على أسعار الفائدة أكثر من اعتماده على القلبات اليومية ونقاط الدعم والمقاومة.