الجنيه الاسترليني: زخم ولكن !!

 | 07 مايو, 2019 11:01

رغم كل هذه العواصف السياسية والاقتصادية , ورغم أن الجميع كان ومازال مشككاً بالمستقبل السياسي والاقتصادي لبريطانيا بعد تصويتها على الخروج من الاتحاد الأوربي قبل ثلاثة أعوام تقريباً , الا أن الأرقام الاقتصادية البريطانية أتت وبشكل مهم أفضل بكثير من التوقعات السلبية خلال الأعوام الثلاثة الماضية بشكل عام , بمعنى آخر كان هناك مرونة أفضل من التوقعات . تراجع الجنيه الإسترليني خلال عام من الآن بنسبة -3.07% مقابل الدولار الأمريكي، يتداول حالياً عند 1.3126$ بينما كان قبل عام من الآن عند مستويات قريباً من 1.36$ .

باعتقادنا أن الباوند أبدى أداءً جيداً بالمطلق بل حتى بنك إنكلترا رفع الفائدة في الصيف الفائت الى 0.75% بنسبة ربع نقطة مئوية أفضل حتى من منطقة اليورو التي ماتزال عند 0.0% . قد يكون التضخم الذي وصل في ذاك الوقت أعلى من 2.5% هو السبب الأساسي , ولكن بنك إنكلترا لديه بالتأكيد معطيات اقتصادية ونقدية يعرف من خلالها أن ربع نقطة مئوية لن تدفع الاقتصاد الى الانكماش, لأن بنك إنكلترا وضع الكرة في ملعب السياسيين الإنكليز الذين أظهروا لا مسؤولية حسب اعتقادنا في احتساب حجم المخاطر الحالية على الأقل , هذا ما عدا الجدل السياسي العقيم بين المحافظين وحزب العمال من جهة , وداخل حزب المحافظين نفسه.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

الارتفاع القوي السريع للجنيه الإسترليني خلال يوم الجمعة الفائت بأكثر من 1.5% وضعته عند مستويات 1.3170$ مرتفعاً من مستويات 1.30$ تؤكد أن المعايير الفنية مهمة للغاية في هكذا مضاربات . مؤشر RSI على الاطار الزمني لنصف ساعة والمؤشر اليومي كذلك يشير الى بقاء إمكانية الارتفاع و العودة مجدداً الى 1.3170$ قبل الوصول الى 1.33$ كمستوى مقاومة مهم للغاية. باعتقادنا أن الكثير من المعطيات السلبية تم استيعابها في الأسواق والمخاطر الأهم تبقى سياسية . قبل عام من الآن كان مؤشر فوتسي 100 عند 7877 نقطة , يتداول حالياً عند 7371 نقطة لكنه حقق بالمقابل 9.4% مكاسب منذ بداية العام الجاري مرتفعاً بأكثر من 600 نقطة . المخطط البياني يوضح أن هناك انسجام في الارتفاع والانخفاض بين فوتسي وأداء الجنيه الإسترليني خلال عام كامل. هذا لا يعني أن ارتفاع الباوند قد يقابله ارتفاع لمؤشر فوتسي 100 خلال الأسابيع القادمة ’ لأن معطيات مؤشرات الأسهم تختلف كثيراً في تفاصيلها وأداء شركاتها. قوة الباوند لا تفيد الشركات البريطانية التي تعتمد على الصادرات , كما أن بقاء أسعار الفائدة البريطانية عند المستويات الحالية سيكون مدخلاً الى احتمالين مهمين :

أولاً , مزيد من التدفقات في شراء الباوند للاستفادة من فائدة أعلى , أفضل من اليورو مثلاً.

ثانياً , قدرة بنك إنكلترا على المناورة لأن الفائدة الحالية عند 0.75% لا تخيفه كثيراً حتى لو اضطر لرفعها أو في حال تخفيضها بربع نقطة مئوية اذا اصبح الوضع الاقتصادي سيئاً للغاية .