الحرب التجارية تهدد علي بابا، ولكن الأسهم تظل صالحة للاستثمار طويل المدى

لو فشلت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم في التوصل لحل للنزاع التجاري، ودخلا حرب تجارية شاملة، عندها ستضعف توقعات العام المالي القادم بالنسبة لشركة علي بابا، وعلى إثرها يتلبد مستقبل الأسهم. وتتلقى مبيعات البضائع المعمرة ضربة قوية على خلفية التباطؤ الصيني، وبالفعل شهدت شركة علي بابا نموًا أضعف في شراء: الإلكترونيات، وخاصة الهواتف الجوالة، وفق ما قال نائب الرئيس جو تساي للمحللين في يناير الماضي.

كما تواجه شركة علي بابا منافسة قوية من شركات أخرى مثل: (NASDAQ:Jd.Com)، و (NASDAQ:Pinduoduo). تبلغ القيمة السوقية لعلي بابا 461 مليار دولار، وقفز عائد الشركة نسبة 27%، جاء الارتفاع من أعمال المبيعات بالتجزئة، وهي أساس نموذج عمل الشركة، سجلت الشركة تلك النسبة في الربع الرابع الممتد لنهاية ديسمبر، ومقارنة بما سجلته الشركة للعام السابق. ويعد هذا النمو الأقل توسعًا في ثلاث سنوات لتلك الوحدة، فوقعت الوحدات التالية تحت ضغط: Taobao، و Tmall.

بالرغم من تلك البيئة المليئة بالتحديات للشركات القائمة على نشاط المستهلك في الصين، نرى أن علي بابا هي الأكثر أمانًا مقارنة بصغار اللاعبين في السوق، الذين لم يستطيعوا بعد وضع أقدامهم على طريق النمو المستدام. ولهذا السبب، نحبذ أسهم علي بابا، فهي المكافئ الصيني (NASDAQ:لأمازون).

تستمر الشركة في تسجيل معدلات نمو قوي في قاعدة مستخدميها، ولديها قدرة على تحويل هذا العدد الكبير من المستخدمين إلى نقد، مستخدمين قاعدتهم الجماهيرية في الإعلان عن المنتجات. فقفزت عوائد عل بابا من منصة التجارة الأساسية لها نسبة 40% في الربع الثالث، لدى المقارنة بنفس الفترة للعام الماضي. كما ارتفعت عوائد مبيعات خدمات الحوسبة السحابية نسبة 84%، وتوسعت المبادرات الإبداعية للشركة بنسبة 73%، خلال تلك الفترة، مما يبرز نجاح الشركة في تنويع مصادر عائدها.

وبالنظر للأمام، تحظى علي بابا بفرصة أفضل للنمو، والتنوع. فاستثمرت الشركة كثيرًا في توسيع خدمات الحوسبة السحابية لها، بفتحها مراكز بيانات جديدة في أوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا، وفي السوق المحلي لها، الصين.

ويدعم مركزنا الثيراني على أسهم علي بابا آخر ما أصدرت الصين من مقاييس اقتصادية توضح حالة الازدهار في النمو المحلي. وتخطط الصين لزيادة بند الإنفاق مقدار 2 تريليون يوان (291.4 مليار دولار)، أو بنسبة 2%، من اقتصادها البالغ 13 مليار دولار، وتمنح قروض للأعمال الصغيرة بزيادة نسبتها 30%. ويحسن هذا الوضع لأسهم شركة التجزئة، ويجعلها في موقع جيد للاستفادة، إذا تمكنت تلك الأنباء من رفع الإنفاق الاستهلاكي.

خلاصة القول

تستمر حالات عدم اليقين المرتبطة بالاقتصاد، وتتربص تلك الحالات بالنمو الاقتصادي في الصين، فربما الوقت الحالي ليس الأمثل للانكشاف على سوق الأسهم الصينية. وللأسباب نفسها، لا نرى أن تقرير علي بابا الخاص بتوقعات العام المالي القادم سيكون قويًّا، عندما تصدر تقرير الربع الرابع لها يوم الأربعاء.

بيد أن غالبية محللي وول ستريت يعطون أسهم علي بابا تقييم شراء، بمتوسط هدف سعري 2017.57 دولار. لذا، لو كنت تضع في اعتبارك الاستثمار على المدى الطويل، عندها سيكون الشراء في الانخفاض الحالي فكرة طيبة، نظرًا لموقع الشركة المهمين في السوق، وقدرتها على الاستفادة من خطط الصين الهادفة لتسريع النمو.