ارتفعت أسعار الذهب يوم أمس الأربعاء لتتجاوز مستوى 1343 دولار لأونصة، وهو أعلى مستوى للمعدن الأصفر في 3 أشهر ونصف.
جاء صعود الذهب تفاعلا مع تزايد التوقعات بأن يخفض البنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة في وقت قريب، بعد أن عكست مجموعة من البيانات الاقتصادية حالة الضعف التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي.
آخر البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال هو تقرير الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي الصادر عن ADP الذي أظهر زيادة في الوظائف بـ 27 ألف فقط، في حين كانت التوقعات عند 180 ألف. وهي الأرقام الأسوأ منذ عام 2010.
مثل تقرير الوظائف خيبة أمل كبيرة بالنسبة لثيران الدولار، واثار المخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي مقبل على فترة الركود خاصة مع انعكاس واضح لتداعيات الحرب التجارية على اقتصاد البلاد.
علاوة على ذلك، يأتي ارتفاع المعادن الثمينة في الوقت الذي دفعت فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ونظيراتها الدولية رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى اقتراح أن تخفيض سعر الفائدة قد يكون مناسبًا إذا أدت الخلافات الجمركية إلى إضعاف النمو الاقتصادي.
وقد ذكرنا في تقرير لنا عن الذهب بتاريخ 29 مايو أنه يعتبر استثمارا جيدا في عام 2019، رغم سيطرة الدببة على التداولات في أغلب جلسات شهر مايو.
لكن بعد ملامسة مستوى 1343 دولار لأونصة يوم أمس الأربعاء، سرعان ما شاهدنا عمليات جني أرباح على الذهب ضغطت عليه حتى مستوى 1329 دولار لأونصة، حيث أظهرت قراءة مؤشر مديري المشتريات في القطاع غير صناعي الصادر عن ISM أرقاما أفضل من التوقعات، كما أن أداء المؤشرات الأمريكية يوم الأربعاء كان جيدا إلى حد.
على جبهة البيانات الاقتصادية المتبقية لهذا الأسبوع، سوف نتابع تقرير الشكاوى من البطالة الأمريكية اليوم الخميس الساعة 15:30 بتوقيت السعودية، في حين أن التقرير الأهم هو بيانات الوظائف في القطاع غير زراعي الأمريكي يوم الجمعة، الذي في حالة أظهر أرقاما أقل من التوقعات فقد نشاهد الذهب يحقق مكاسب أسبوعية هامة.
من الناحية الفنية، نلاحظ من خلال الرسم البياني اليومي أن الذهب كاد يصل إلى مقاومة الوتد الهابط عند 1346 دولار لأونصة، لكنه اكتفى يوم الأربعاء بملامسة مستوى 1343 دولار، وتراجع نتيجة عمليات بيع غير أنه مازال يحاول الثبات فوق مستوى الدعم 1324 دولار لأونصة، رغم أنه كون شمعة الشهاب الساقط السلبية.
أي كسر لمستوى 1324 دولار لأونصة بإغلاق يومي قد يدخل أسعار الذهب في موجة تصحيح حتى 1310 دولار لأوقية.
لكن أي عمليات جني أرباح على المدى القصير سوف تتيح فرصة شراء جديدة طالما أن الذهب يتداول أعلى من 1310 دولار لأونصة، وقد يعود قريبا لاختبار المقاومة الرئيسية 1346 دولار لأونصة.
نلفت انتباه المتداولين أن تذبذبات أسعار الذهب ترتبط أساسا خلال هذه الفترة بمستجدات الحرب التجارية التي تثير مخاوف الأسواق العالمية من الدخول في مرحلة من الركود الاقتصادي، بالإضافة إلى أن المزيد من الأرقام الضعيفة للاقتصاد الأمريكي من شأنها أن تزيد التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة مما سيضعف الدولار الأمريكي لصالح الذهب. بيانات.نت
