الذهب : هذه المرة مختلفة ..

 | 10 يونيو, 2019 10:52

لايكف الذهب عن كونه واحداً من أكثر الأدوات الاستثمارية شغباً ورغبةً في التداول. منذ بداية العام الجاري 2019 , حقق الذهب مكاسب جيدة بنسبة تصل الى 3.55% يتداول حالياً عند 1327$ للأونصة بعد أن وصل يوم الجمعة الفائت الى 1345$ أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر. الحق يُقال ليست المرة الأولى التي يصل فيها الذهب الى هذه المستويات ثم يتراجع مجدداً. دعونا نلقي الضوء على عدة معطيات مهمة قد تفيدنا في المسار القادم للذهب .

وصل الذهب قبل ثلاثة أشهر الى 1345$ ثم تراجع مجدداً الى 1266$ للأونصة. وكان قبل أربع عشر شهراً من الآن قد وصل فعلاً الى 1354$ قبل أن يتراجع بقوة مجدداً الى 1161$ في آب الفائت , قبل عشرة أشهر تقريباً. كما أنه وصل الى نفس المستويات قريباً من 1350$ في أيلول 2017 , ثم تراجع مجدداً الى 1240$ في ديسمبر / كانون الأول 2017 . فنياً , تبدو هذه المستويات مقاومة مهمة للغاية, فشل الذهب في كسرها خلال أكثر من خمس سنوات , ولم يصل الى مستويات شهر آذار 2014 عند 1385$ وقبلها آب 2013 عندما وصل الى 1426$ للأونصة. لماذا اذاَ هذه المرة مختلفة , لماذا لا يعود مجدداً الى مادون 1266$ التي وصلها قبل أشهر ؟

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

لم يرتفع الذهب بسبب الأزمة المالية العالمية , ولم يرتفع الذهب بسبب الحرب الدائرة في أكثر من منطقة في العالم , ولم يرتفع الذهب كما يعتقد الكثيرون بسبب الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وهذا حسب اعتقادنا خطا شائع عند الكثيرين.

أولاً، قوة الدولار الأمريكي أو ضعفه هو المحرك الحقيقي وليس شيئاً آخر حالياً. عندما تكون الفائدة الأمريكية أعلى , والبنوك المركزية الكبيرة الأخرى لاترفع الفائدة اذاً لا نتيجة تذكر من الرهان على عملات ضعيفة بفائدة متدنية وهذا بالضبط ما حصل للدولار الأمريكي خلال عام ونصف من الآن .

ثانياً، واضح تماماً أن معادلة شراء الذهب كتحوط من التضخم لم تكن قويةً للغاية لأن التضخم العالمي أصلاً لم يرتفع وخاصة في الاقتصاديات المتقدمة.

ثالثاً، اللاعب الأساسي في سوق الذهب هو الصين ’ التضخم عندها أعلى من البقية عند 2.5% والمجال لتخفيض أسعار الفائدة أكبر لأن الفائدة عند بنك الشعب الصيني ماتزال عند 4.35% أعلى من جميع الاقتصاديات المتقدمة .

اذا ما أخذنا بعين الاعتبار البداية الحقيقية في تراجع المؤشرات الاقتصادية الأمريكية سكون الفيدرالي الأمريكي مجبراً على تخفيض الفائدة وليس رفعها. خطوة كهذه سترفع اليوان الذي يتتناسب قوته مع قوة الذهب كما يوضخ الرسم البياني. لن ينزعج الأمريكيون من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بل على العكس سيكون جيداً لادارة الرئيس ترامب في حربها مع الصينين. عندما كان الذهب عند مستويات 1280$ للأونصة قلنا للكثير من القراء أن الشراء التدريجي يشكل خياراً جيداً دون انكشاف كبير , لايجب التركيز على معايير فنية يومية بسيطة، بل التركيز على الصورة الشاملة.

تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات والتحليلات اليومية .