هذه الحرب التجارية لن تنتهي

 | 14 يونيو, 2019 09:26

يعتقد الكثيرون أن موافقة ترامب والصينين على أي اتفاق تجاري سيكون بداية النهاية لهذه الحرب التجارية, وسيكون بداية تحقيق أرباح قوية في شهية المخاطرة التي ستنعكس في ارتفاع مؤشرات الأسهم العالمية, ونحن نعتقد أن هذه الفرضية غير دقيقة أبداً.

الصراع التجاري الصيني - الأمريكي هو سياسي بامتياز , انه تنافس قاسي على زعامة العالم اقتصادياً, وهنا لايلام ترامب على كل التفاصيل بل الحقيقة تقتضي القول أن الصينينن وبعد ثلاثة عقود من النمو الهائل والوصول الى قرابة 13$ تريليون كناتج محلي اجمالي, وبناء أكبر طبقة وسطى في العالم تشكل 400 مليون انسان بمستوى دخل جيد جداً, عندها يمكن القول أن الصين ترغب في الزعامة العالمية ولايمكن بأي حال أن تقبل أمريكا بذلك , لأنه تحدي للأمن السياسي الأمريكي وتحد للعولمة الأمريكية التي يحاول ترامب اعادة صياغتها بطريقة مختلفة, صراع مستمر لن تنهيه اتفاقية تجارية هنا أو هناك .

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن


تخبرنا العوائد على سندات الخزينة الأمريكية بأن الصورة قد لاتكون ايجابية بالمطلق. هذا التراجع التدريجي المستمر في العوائد يشير الى نقطة مهمة للغاية: الأسواق تقرأ ماهو أسوء قد يأتي لاحقاً, لأن شراء السندات سيكون أفضل ليس لأنها مضمونة بل لأن سعرها رخيص نسبياً, وعندما تتراجع العوائد أكثر ستكون أكثر كلفة على المستثمرين. تراجعت العوائد على سندات الخزينة الأمريكية لعشر سنوات بنسبة 0.57% منذ بداية العام الجاري, وصلت حالياً الى 2.08% أدنى مستوياتها منذ آب 2017. هذا التراجع لم ينعكس بقوة في تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي بقي مستقراً عند 97.07 اليوم , لأن البديل قد لايكون قوياً حالياً. الرسم البياني يوضح تماماً أن تراجع العوائد الأمريكية لا يعني بالضرورة تراجع الدولار الأمريكي والفائدة الأمريكي حالياً عند 2.5% تدعم الطلب على الدولار الأمريكي مقارنةً ببقية العملات الرئيسية, وعلى اعتبار أن بقية البنوك المركزية الكبرى غير مستعجلة في تغيير سياساتها النقدية يمكننا القول أن التصحيح على الدولار الأمريكي سيكون مؤقتاً , والفرص ستكون مرتبطة بكل بيان اقتصادي أكثر من كونه اتجاهاً عاماً.

أولاً, تراجع العوائد الأمريكية هو في صالح شراء الذهب .

ثانياً, شراء السندات الأمريكية سيستمر بسبب الفيدرالي الأمريكي والحرب التجارية. أي توقعوا مزيداً من التراجع في هذه العوائد.