الوجه الآخر للارتفاعات القياسية

 | 20 يونيو, 2019 14:53

عندما تصل عوائد السندات الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 دون مستويات 2% على سندات العشر سنوات، في وقت تتابع فيه مؤشرات الأسواق الأمريكية ارتفاعات قوية، هذا يعني بشكل أو آخر أن هناك من لا يثق بديمومة هذا الارتفاع. المخطط البياني المرفق يوضح تماماً كيف أنه في بعض المراحل وخاصة خلال العام الأخير كان هناك توازي في ارتفاع العوائد وارتفاع الأسهم الأمريكية وهذا مفهوم لأنه مرتبط أصلاً بشهية المخاطر , والتوقعات الايجابية بحل عقدة الحرب التجارية مع الصين عاجلاً أم آجلاً. ولكن المهم في الموضوع أن تراجع العوائد يعني أن شراء السندات يرتفع , هذا في جانب منه غير مرتبط بديناميكة سوق السندات الأمريكي، الأكبر والأكثر سيولة في العالم بل مرتبط بقراءة متقدمة لتراجع محتمل في:

  • أولاً، نمو الاقتصاد العالمي وأيضاً الأمريكي خلال عام ونصف من الآن على أقل تقدير.
  • ثانياً، المبالغة في تقدير حجم الانفراج التجاري بين الصين وأمريكا لأن المشكلة ليست فقط تجارية بل سياسية أساساً.
احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

التغيير في سياسة الفيدرالي الأمريكي كان متوقعاً، والحقيقة أن بيان الفيدرالي لم يكن مفاجئاً يوم أمس لأنه ببساطة تماهى مع السياسة المتكيفة التي طبقها الفيدرالي منذ سنوات الأزمة المالية العالمية حتى لو حذفها من بياناته السابقة، بمعنى آخر ليست المشكلة في الفيدرالي بل في كيف يقرأ الاقتصاديون سياسة الفيدرالي وكيف يفسرونها لأننا لا نثق بكلامهم في كثير من الأحيان ولغة السوق وحركة السعر تكون أكثر دقة في كثير من الأحيان.

الارتفاع القياسي للمؤشرات الأمريكية حالياً مرتبط بلا شك بأن سياسة الفيدرالي الأمريكي ستكون تسهيلية و أسعار فائدة أقل، ولكن السؤال الى متى هذه الارتفاع في وقت تقرأ فيه أسواق السندات مخاطر مستقبلية ؟


الجانب الآخر، قوة الدولار الأمريكي الذي تراجع اليوم ولكن حتى نكون واقعيين لابد أن نوضح أن ضعف الدولار الأمريكي لن يكون دفعةً واحدة بل عملية تدريجية لأن البديل أصلاً هش، وأسعار الفائدة الأمريكية عند 2.5% تبقى الأعلى حالياً بين الاقتصاديات المتقدمة، لذلك حذار من الارتفاعات القياسية لمؤشرات الأسهم لأن تصحيحها قد يكون قاسياً في وقت لاحق، ليس فقط فنياً بل أساسياً.