ليس فقط الدولار الأمريكي، هناك تفاصيل أكثر تعقيداً في قراءة اليورو ومعرفة الاتجاهات القادمة. قلنا سابقاً أن التصحيح على مؤشر الدولار الأمريكي سيكون تدريجياً لأن البدائل أصلاً أكثر ضعفاً وهشاشة، وفعلاً هذا ما حدث لأنه رغم كل هذا الضجيج من ترامب وتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية بقي مؤشر الدولار الأمريكي مستقراً عند 97.73 نقطة حالياً, وللتذكير فقط فان مؤشر الدولار الأمريكي حالياً عند أعلى مستوى في عامين تقريباً. هذا الوضع الحالي لن يتغير الا بحالتين :
اولاً , تغيير قوي أكثر من التوقعات في تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية ان كان بسبب الانكماش أو الحرب التجارية وتأثيرها على الأرقام الاقتصادية الأمريكية .
ثانياً, حدوث انعكاس مهم في عوائد السندات الأمريكية , بمعنى ترتفع من جديد بعد أن وصلت الى 1.68% حالياً على سندات الخزينة ألأمريكية لعشر سنوات .
الرسم البياني يوضح أن تراجع عوائد السندات الأمريكية لم يضعف من مؤشر الدولار الأمريكي وهذا واضح بمؤشر عام كامل بشكل أساسي بنفس الوقت فان ارتفاع العوائد الأمريكية منذ نهاية عام 2016 ووصولاً الى بداية العام الجاري دفع الى بيع الدولار الأمريكي بشكل غير مستمر قبل أن يستقر مجدداً, هذا البيع ارتبط بارتفاع الأسهم وتحسن شهية المخاطر. يشير تراجع عوائد السندات الأمريكية الى بقاء الشراء على السندات قائماً ليس فقط لأنها أكثر أماناً بل لأنها كذلك مرتبطة بديناميكية سوق السندات الأمريكي، العرض والطلب كغيرها من الأدوات الاستثمارية الأخرى. آخذين بعين الاعتبار سياسات البنوك المركزية العالمية التي تركز على تخفيض الفائدة ومزيد من السياسات النقدية التسهيلية، الحرب التجارية وغيرها يمكننا القول أن عوائد السندات الأمريكية لن ترتفع بسرعة أو قوة ’ بل على العكس قد تمنى بالمزيد من التراجع . هكذا تراجع لن يجعل من بيع الدولار الأمريكي سريعاً، وبالتالي اذا كنت عزيزي القارئ من المضاربين عليك الحذر من شراء اليورو , لأن شراء اليورو يلزمه مزيد من الصبر ويشكل أداة استثمارية لستة أشهر او أكثر حسب اعتقادنا. اليورو عند مستويات متدنية تاريخياً، ونعتقد أنها مسألة وقت قبل أن يبدأ التحسن التدريجي.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات والتحديثات اليومية للأسواق.