ارتفع الدولار مع تحول المستثمرين إلى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والابتعاد عن الملاذات مثل سندات الخزانة، والتي أدت إلى ارتفاع عائدات الديون الأمريكية ودعم العملة الأمريكية في ظل مساعي التقدم الظاهر في المفاوضات التجارية مما عزز المعنويات.
ووصل مؤشر الاحتياطي الفيدرالي المرجح للدولار الأمريكي للسلع إلى قمة جديدة في 15 أغسطس متجاوزاً أعلى مستوى في عام 2002.
مع ذلك، يمكن أن يؤدي صعود الدولار إلى إثارة تكهنات إضافية حول توظيف إدارة ترامب للتدخل خاصة إذا أضرت العملة القوية بالأعمال الموجهة نحو التصدير في معاقل الجمهوريين.
كما ارتفعت عوائد الدولار يوم أمس الاثنين وسط تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن "إريك روزنغرن" الذي قال إنه يريد أن يرى المزيد من الأدلة على التباطؤ لتبرير المزيد من خفض سعر الفائدة.
تشهد تقلبات العملات الأجنبية إنخفاض مع ترقب المستثمرين لندوة "جاكسون هول" كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا تلك (مخاوف الأسواق تتراجع، والأنظار تتوجه إلى ندوة “جاكسون هول”).
حيث أغلق مؤشر جي بي مورجن للتقلب لعملات مجموعة الدول السبع عند 7.72 يوم الاثنين، وهو أدنى مستوى منذ 8 أغسطس. فيما ينتظرون المتداولون لمعرفة ما إذا كانت أرقام مطالبات العاطلين عن العمل يوم الخميس تزيد من التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي بعد أن تجاوزت بيانات مبيعات التجزئة والمعنويات السكنية التوقعات.
أيضاً سيصدر محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لشهر يوليو يوم الأربعاء. بالإضافة لخطاب "جيروم باول" يوم الجمعة، وهو الحدث الرئيسي في ندوة ابنك الاحتياطي الفيدرالي في "جاكسون هول" مع عنوان موضوع هذا العام "تحديات السياسة النقدية".
فمع صعود الدولار يثبت أنه لا يمكن وقفه تقريباً مما أعرب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن أسفه لقوته على تويتر، وواصل الدولار ارتفاعه يوم الاثنين حيث ارتفع مؤشر بلومبرج للعملة الأمريكية إلى أعلى مستوى له في 2019.
وغرد الرئيس على تويتر "اقتصادنا قوي للغاية على الرغم من الافتقار الرهيب للرؤية من جانب باول والبنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن الديمقراطيين يحاولون أن يكون الاقتصاد سيئاً لأغراض انتخابات 2020. أنانية جدا! دولارنا قوي جداً لدرجة أنه يؤلمني للأسف أجزاء أخرى من العالم ...
"الدولار والاسهم"
في الآونة الأخيرة أثبتت الأسهم غير الأمريكية قدرتها على التخلص من انحسار وتدفقات الدولار.
هذا كان واضح في العلاقة بين 21 جلسة ماضية بين التغير اليومي في مؤشر بلومبرغ للدولار ومؤشر MSCI لجميع أسهم دول العالم بإستثناء الولايات المتحدة. حيث تحولت لأكثر إيجابية منذ أواخر يناير، وبذلك من الأفضل وصفها بأنها غير مرتبطة.
لذلك نوضح أنه ارتبطت قوة الدولار بحلقات المخاطرة خلال السنوات الخمس الماضية. أما بالنسبة إلى الأسهم الأمريكية فإن الدولار االقوي يساوي انخفاض الأرباح على الأرباح المحققة في الخارج.
بينما بالنسبة لبقية العالم ولا سيما أسهم الأسواق الناشئة يساهم الدولار القوي في تشديد ميزانيات البنوك. بالإضافة إلى ذلك بالنسبة إلى سلال الأسهم الأجنبية المقومة بالعملة الأمريكية إنها عملية عكسية مباشرة لترجمة العملات الأجنبية يمكن التغلب عليها. لكن خلال معظم العام الجاري كان هناك ارتباط سلبي قوي بين الأسهم العالمية والعملة الأمريكية.
بشكل عام،
أن تحركات السوق تهيمن عليها تعديلات المركز حيث ينتظر المستثمرون والمتداولون الأحداث بما في ذلك محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة وجاكسون هول في وقت لاحق من هذا الأسبوع. بينما حالياً لا يوجد محرك قوي لتحريك السوق بطريقة أو بأخرى مع المشاركين في وضع الانتظار والترقب.
أما ما يخص قوة الدولار تؤكد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن روزنغرين المتشددة أمس عدم وجود قوة هبوطية على الدولار قادمة من توقعات السياسة. بينما نشير هنا أنه في ظل عدم رضى الإدارة الأمريكية يجب أن يستعدوا لمزيد من التراجعات الإضافية للبيت الأبيض أو المزيد من الإجراءات الصارمة.
"النظرة الفنية"
قد وضحنا في مقالتنا السابقة منذ الربع الأول أن الدولار قد يشهد المزيد من القوة في 2019 مع حفاظه على تداولاته أعلى مستوى 96 كنقطة إرتكاز. وفي مقالتنا الشهر السابق وضحنا أن ذلك قد يستمر على الرغم من خفض الفائدة مما يثير غضب الرئيس ترامب، وهو ما رأيناه بالفعل هذا الأسبوع.
مع ذلك، مازال يحافظ الدولار على تداولات أسبوعية أعلى مستوى المقاومة الأولي عند 97.87، وبهذا قد يعزز من إستهداف مناطق 99.50 ثم 99.90.
بينما إذا ما عاد وفقد مكاسبه ما دون مستوى 97.87 قد يستهدف مستوى 97.30 متوسط متحركك 55 يوم وما دونها قد يواجه الدعم الثاني عند 96.95 متوسط متحرك 200 يوم أما مستوى الدعم الأهم للإتجاه الصاعد للدولار على المدى المتوسط 96.30 قاع القناة الصاعدة.
Abdelhamid_TnT@