تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية في التعاملات المبكرة قبل بيانات الوظائف والخدمات الصناعية الأمريكية حيث يقيس المستثمرون حجم الضعف في أكبر اقتصاد في العالم.
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز500" لليوم الثاني في أعقاب بيانات التصنيع الأمريكية الأضعف من المتوقع، وانخفضت العقود الأوروبية فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بعد انخفاضها يوم أمس.
جاء مؤشر التصنيع الأمريكي الضعيف في أعقاب الأرقام المخيبة للآمال في أوروبا في وقت سابق من هذا الأسبوع ، مما جدد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي وسط الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإثارة جولة أخرى من التكهنات حول مقدار تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام.
يساهم القلق الاقتصادي في توخي مزيد من الحذر في التوظيف والاستثمار، ويؤدي أيضاً إلى بعض التراكم في المخزونات حيث يؤدي الطلب إلى زيادة الإنتاج السابق.
لكن نوضح هنا أن مؤشر ISM دون الـ 50 لا يعني ركوداً عاماً في الولايات المتحدة، ولا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن الظروف تعود إلى تدهور الإنتاج المحلي إلى هذا الحد.
حيث إن معدل نمو الاقتصاد الأمريكي يفقد سرعته ما يثير تساؤلات حول مدى بطئه في المضي قدماً وتجنب الانهيار في الركود.
فيما نرى أن سرعة المماطلة البطيئة تعني أن الاقتصاد يمكن أن يتوسع بوتيرة أكثر هدوءاً دون الإشارة إلى ركود وشيك إلا أن الأخبار السيئة هي أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة أقل عرضة للتراجع.
في حين أن التوسع أقل من 2٪ كان يستخدم تقريباً لضمان تقلص الاقتصاد لاحقاً، ويعتقد بعض الاقتصاديين الآن أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتمايل حول 1٪ - 1.5٪ دون أن تتراجع.
في ظل هذا التراجع للقطاع الصناعي كان الدولار عاد قرب أعلى مستوياته هذا العام خلال تداولات هذا الأسبوع مما لا يرضي سياسة الرئيس الأمريكي الأقتصادية، ومع إستمرار التحديات السياسية في الولايات المتحدة وما يخص مسألة عزل الرئيس ترامب قد يرى الدولار المزيد من المكاسب.
مع البيانات الصناعية بالأمس جدد الرئيس "دونالد ترامب" هجومه مرة أخرى للفيدرالي الأمريكي ورئيسه من خلال تغريداته على تويتر، ويرى ترامب أن الفيدرالي سمح للدولار بالإرتفاع مقابل العملات الأخرى مما أثر سلباً على صناعة الشركات الأمريكية، وهذا في ظل الفائدة المرتفعة للغاية كما يرى.
بالنسبة لشهر أكتوبر أعتقد أننا سنواصل رؤية أنه لا يوجد نقص في الرياح المعاكسة لما يحدث في البيئة من حيث المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي والنمو العالمي، وستصدر اليوم الأربعاء أرقام الوظائف الخاصة من الولايات المتحدة مع تقرير الوظائف غير الزراعية للحكومة يوم الجمعة كما سيأتي يوم الخميس مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي.
مع استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين اشتكى المسؤولون التنفيذيون في الصناعة من ألمانيا إلى اليابان وروسيا من التعاقد التجاري، وخفضت منظمة التجارة العالمية توقعاتها للتجارة إلى أدنى مستوى لها منذ عقد.
مما يبدي الاقتصاد العالمي بوادر تحذيرية أوضح حيث أظهرت موجة من البيانات أن التصنيع عالق في الركود، وانخفضت الصادرات وتراجعت المعنويات.
هذا البيانات السلبية الصادرة تعتبر علامة تبعث على القلق قبل تقرير الوظائف يوم الجمعة والذي يتوقع أن يظهر نمو الرواتب الخاصة ضعيفاً.
تضيف أحدث البيانات المخيبة للآمال إلى كومة متزايدة من الأدلة على المزيد من التعتيم في النظرة الاقتصادية العالمية.
سيصدر صندوق النقد الدولي الذي يتوقع بالفعل معدل نمو يبلغ 3.2٪ هذا العام سيكون الأبطأ منذ الأزمة المالية تقديراً محدثاً في وقت لاحق من هذا الشهر عندما يجتمع صناع السياسة من جميع أنحاء العالم في واشنطن لحضور الاجتماع السنوي للصندوق.
على الصعيد الفني، وضحنا في مقالتنا منذ بداية العام من أن مؤشر الدولار قد يستهدف مناطق 99 وهو ما تحقق.أما حالياً مع حفاظ نرى أن مع حفاظ مؤشر الدولار على تداولاته أعلى مستوى 98.00 قد يستهدف مستوى المقاومة الثاني الذي توقعناه عند 99.90 بالربع الرابع، وبإختراقها سيواجه مستوى المقاومة الثالثة عند 100.40.
أما على في حالة فقدان الدولار للزخم وعودته للتداول ما دون مستويات 98.00 قد يستهدف مستوى الدعم الهام للمدى المتوسط عند 97.40، والذي بإختراقه قد يستهدف مستوى 96.65 قاع القناة الصاعدة.
Abdelhamid_TnT@