قبل طرح أرامكو .. طروحات عالمية تخطت 20 مليار دولار

 | 13 نوفمبر, 2019 11:04

في تقرير أصدرته مؤسسة بيكر أند ماكينزي بيونيو الماضي من العام الحالي، أكدت فيه أن العوامل الجيوسياسية كانت وراء تباطؤ عمليات الاكتتابات الأولية – وهي صدور الأوراق المالية لأول مرة - في أسواق المال، ووضع التقرير أمثلة لهذه العوامل، منها الحرب التجارية المشتعلة بين أمريكا والصين، وغموض عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.

ويؤكد الوضع العالمي على أن الستة أشهر المقبلة هي فترة تنافس شديد على إنهاء طروحات ناجحة وجمع أكبر قدر من المال، ووفقًا للخطط المحلية أيضًا من المرتقب أن تشهد نفس الفترة سرعة في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية على الأقل.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

ويقوم رهان نمو الاكتتابات الأولية في النصف الثاني من 2019 وفقًا للتقرير على رغبة الكثير من الشركات في جمع أموال تستبق بها موجة الركود التي من المرجح أن يمر بها الاقتصاد العالمي في 2020 ، لكن التقرير يرى أن فرص نجاح الاكتتابات الجديدة ستعتمد بالأساس على التسعير المتحفظ الذي يضمن رضا المستثمرين عن التقييمات اللاحقة للطرح.

ولكن ما تأثير الطروحات على البورصة عالمية كانت أو محلية؟

فلطرح الشركات الجديدة طرحا أوليا مجموعة من التأثيرات، تتصدرها إدخال شريحة جديدة من المستمثرين، وزيادة حجم التداول في القطاع المالي شاملا شركات السمسرة والبورصة والبنوك، زيادة القدرة التنافسية للبورصة، حيث أن البورصات العالمية يتم ترتيبها وفقا لبعض المعايير كحجم رأس المال السوقي وحجم التداولات، كما أن الطروحات الجديدة في قطاعات مختلفة تجعل البورصة أكثر جذبا.

ومما سبق، نستطيع القول بأن لطرح الشركات في البورصة فوائد كثيرة، فهي مصدر تمويل مستقر ومنخفض المخاطر بخلاف الاقتراض من البنوك أو السندات، تساعد على توسيع قاعدة الملكية، تساهم في استغلال العائد من الطرح في التوسع، كما أنها تقلل مخاطر السيولة عند الرغبة في التوسع الاستثماري بخلاف الاستدانة.

وفيما يلي، بيان بأكبر الطروحات الأولية حول العالم:

أرامكو السعودية

والذي يعد الطرح الأولي الأكبر في التاريخ، والذي تم يوم الأحد الماضي الموافق 3 نوفمبر ، حيث أعلنت الشركة عزمها الإدراج بالبورصة المحلية فيما قد يكون أكبر إدراج في العالم، والذي يأتي مع سعي المملكة لتنويع مواردها الاقتصادية وإقامة الشركة المدرجة الأعلى قيمة في العالم.

وقدم بعض المحللين تقديرات واسعة النطاق لتقييم لأرامكو السعودية تتراوح بين 1.2 و2.3 تريليون دولار ، وتسلط التقارير البحثية الضوء على التحدي الذي يمثله بلوغ التقييم الأولي المستهدف لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عند تريليوني دولار لأكبر منتج للنفط في العالم، إذ قالت بعض البنوك إنه قد يكون بنحو 1.5 تريليون دولار.

ولكن، لم تكشف أرامكو في إعلانها عن عدد الأسهم التي ستطرحها أو السعر أو موعد الأطلاق، ولكن أشارت بعض المصادر إلى الشركة قد تطرح ما بين واحد واثنين بالمئة من أسهمها في بورصة الرياض، لتجمع ما بين 20 و40 مليار دولار.

علي بابا الصينية

وهو أحد أكبر الطروحات العامة الأولية في المرتبة الثانية بعد طرح أرامكو مؤخرا، والتي جمعت 21.8 مليار دولار في طرحها العام الأولي الذي تم بعام 2014 ببورصة نيويورك للأوراق المالية مع سعر سهم مرتفع، وتم تقدير الشركة حينها بنحو 168 مليار دولار، لتتفوق بذلك على شركات أمريكية كبرى تتراوح من وولت ديزني إلى بوينج، أيضا فوق شركات أمريكية للتجارة الإلكترونية مثل أمازون وإيباي، مما أعطاها المزيد من القوة المالية للتوسع في الولايات المتحدة وأسواق أخرى. وقدرت الشركة قيمة السهم بـ 68 دولار.

وقد وصلت قيمة الطرح فيما بعد إلى 25 مليار دولار، نتيجة لتنافس المستثمرين على الاستثمار في أسهم علي بابا، والسبب في ذلك التنافس هو أن العملاق الصيني يوفر وعاءا استثماريا يستفيد من الطبقة الوسطى المتزايدة في الصين.

البنك الزراعي الصيني

وبالعودة لعام 2010، نجد أكبر ثالث طرح في التاريخ ببورصتي هونج كونج وشنغهاي، البنك الزراعي الصيني - ثالث أكبر بنوك الصين من حيث قيمة الأصول - والذي بلغ 22.1 مليار دولار، والذي تم طرحه العام في يوليو 2010، هذا الطرح الذي كان من شأنه تعزيز رأسمال البنك.

وجمع البنك 19.2 مليار دولار بشكل مبدئي، ولكن البنك زاد من حجم الاكتتاب العام إلى 22.1 مليار دولار دولار بعد إضافة مخصصات الأسهم الإضافية، وتم تقدير سعر السهم في الاكتتاب العام الأولي بـ 3.20 دولار هونج كونج/41 سنت أمريكي.

البنك الصناعي والتجاري الصيني

رابع أكبر الاكتتابات العامة في التارخ، والمدرج ببورصتي شنغهاي وهونج كونج للأوراق المالية، وقد تم طرح أسهمه للاكتتاب العام في أكتوبر 2006، محققا 19.1 مليار دولار تقريبا، وقد رفع البنك الاكتتاب العام إلى 21.9 مليار دولار في يناير 2007.

وكان البنك قد باع 35.4 مليار سهم طرحت أمام المستثمرين في هونج كونج و13 مليار سهم أخرى في شنغهاي، وقدر سعر السهم بـ 3.12 يوان في شنغهاي و3.07 دولار في هونج كونج.

مجموعة سوفت بنك اليابانية

وتأتي مجموعة سوفت بنك اليابانية في المرتبة الثالثة بعد أرامكو وعلي بابا، ففي عام 2018 كانت في طريقها لأحد أكبر الطروحات الأولية في العالم من خلال إدراج أسهمها في بورصة طوكيو، عن طريق طرح عام أولي بقيمة 21 مليار دولار، وقد حول هذا الطرح الشركة من مقدم لخدمات شبكة الهاتف المحمول الذي تحدى بنجاح وضع الاحتكار الثنائي لسوق الهاتف المحمول في اليابان، إلى واحدة من أكبر المستثمرين في التكنولوجيا تحت قيادة الرئيس التنفيذي ماسايوشي سون.

واستهدفت الشركة حينئذ جمع 2.4 تريليون ين من خلال بيع 1.6 مليار من أسهم الشركة بسعر بلغ 1500 ين ياباني/ 13.17 دولار للسهم الواحد، وقد تم إدراج "سوفت كورب" ببورصة طوكيو بديسمبر 2018 بقيمة سوقية أولية بلغت 7.18 تريليون ين.