توقعات أسعار النفط الخام هذا الأسبوع

 | 19 نوفمبر, 2019 10:42

مع بداية التداولات هذا الأسبوع انخفضت أسعار النفط الخام على خلفية الإشارات السلبية حول تطور المفاوضات التجارية بين الصين و الولايات المتحدة، بعد أن كانت أغلقت الأسبوع الماضي على مكاسب طفيفة، رغم صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذي أشار ارتفاع انتاج النفط في العام المقبل بأكثر مما كان متوقعا.

المتداولون في أسواق النفط يولون اهتمامهم بالدرجة الأولى إلى الصراع التجاري، فأي فشل في هذا الموضوع سوف يؤدي حتما إلى حدوث انكماش في النمو الاقتصادي العالمي و بالتالي تراجع الطلب على الطاقة و النفط الخام بشكل خاص.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

الكثير من المحللين في الأسواق يرون أن تراجع الطلب بسبب الصراع التجاري أكبر من زيادة الإنتاج، التي هي نقطة متوقعة و مستوعبة منذ بداية تصدير النفط الصخري الأمريكي خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

أدت الحرب التجارية التي المستمرة منذ أكثر من 16 شهرًا بين أكبر اقتصادين في العالم إلى تباطؤ النمو في جميع أنحاء العالم ،ودفعت المحللين إلى خفض توقعات الطلب على النفط ، مما أثار مخاوف من أن وفرة المعروض قد تتطور في عام 2020.

على المدى القصير ، تعد المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واجتماع أوبك المرتقب في أوائل ديسمبر / كانون الأول أكبر حدثين يراقبهما المتداولون في أسواق النفط.

تأتي الرياح المعاكسة الأخرى من بيانات مخزون إدارة معلومات الطاقة الأسبوع الماضي ، والتي كشفت عن "زيادة معتدلة عما كان متوقعًا" لمخزونات الخام الأمريكية للأسبوع المنتهي في 8 نوفمبر ، إلى جانب أرقام الإنتاج الأولية التي أظهرت ارتفاعًا جديدًا على الإطلاق في 12.8 مليون برميل يوميا .

و قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الخميس 14 نوفمبر إنها تتوقع انخفاض الطلب على نفطها في 2020، مما يدعم وجهة النظر التي يتبناها متعاملون في السوق بأن المنظمة ومنتجين آخرين بينهم روسيا، في إطار ما يعرف باسم أوبك+، سيبقون على قيود الإنتاج المفروضة لمعالجة تخمة المعروض.

ومن المتوقع أن تناقش أوبك وحلفاؤها سياسة الإنتاج خلال اجتماع في الخامس والسادس من ديسمبر كانون الأول بفيينا. ويستمر اتفاقهم الحالي حتى مارس آذار.

وجاء فيي التقرير الشهري للمنظم ة ،أن الطلب على سلة خاماتها سيبلغ في المتوسط 29.58 مليون برميل يومياً، العام المقبل، بتراجع يبلغ 1.12 مليون برميل يومياً عن 2019. ويمثل ذلك فائض بنحو 70 ألف برميل يومياً .

والتراجع في الطلب من المرجح أن يضغط على منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها من أجل الإبقاء على قيود الإنتاج خلال اجتماع 5 و6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

التقرير أبقى على التوقعات الاقتصادية، وتوقعات نمو الطلب على النفط في 2020، مستقرة، وجاء أكثر تفاؤلاً فيما يتعلق بالنظرة المستقبلية.

في المقابل وكالة الطاقة قالت اليوم إن أوبك وحلفائها يواجهون منافسة محتدمة في 2020، ما يزيد من أهمية اجتماع سياسة إنتاج النفط الذي تعقده المجموعة الشهر القادم، مشيرة إلى أن تراجع الطلب على خامها سيكون حاداً.

واعتبرت الوكالة أن "تنامي معروض غير أوبك يفسر هذا التراجع، في ظل زيادة قدرها 2.3 مليون برميل يوميا العام القادم مقابل 1.8 مليون برميل يوميا في 2019"، مشيرة إلى إنتاج الولايات المتحدة والبرازيل والنرويج وغيانا.

وتوقعت الوكالة أن يبلغ الطلب على نفط أوبك 28.9 مليون برميل يوميا في 2020، مما يقل مليون برميل يوميا عن الإنتاج الحالي للمنظمة، حسبما أوردت رويترز.

و تم التوصل إلى اتفاق في يناير/كانون الثاني الماضي بين أوبك وروسيا ومنتجون آخرون لخفض الإنتاج بمقدار1.2 مليون برميل يومياً. و في يوليو /تموز تم تمديد العمل بهذا الاتفاق حتى مارس (آذار) 2020. ويلتقي الوزراء في 5 و6 ديسمبر لمراجعة السياسة.

باختصار، هذا الأسبوع و على المدى القريب ستكون تطورات المفاوضات التجارية هي المحرك الأساسي لأسعار النفط الخام.

و حتى الاجتماع المقبل بين منظمة أوبك و حلفائها من المستبعد أن يأتي جديد.