تخفيض الفائدة 50 نقطة أساس: محاولة مجهضة هبطت بالأسهم والدولار، ماذا بعد؟

 | 04 مارس, 2020 02:36

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 4/3/2020/h2

بنهاية يوم الثلاثاء، ظهر أن اجتماع مجموعة السبع الكبار كان مجرد حدث مساعد لقرار الفيدرالي الاستثنائي بتخفيض معدل الفائدة 50 نقطة أساس. تلك الحركة غير المتوقعة كانت الأولى من نوعها منذ الأزمة المالية العالمية. وبينما ناقشت مجموعة السبع الكبار الخطوط العريضة لقرارات التيسير والتوقيت، إلا أنه بعد ساعتين من إصدار البيان المشترك، كانت الصدمة الكبرى للأسواق.

ويبدو أن مصرفي البنوك المركزية لا يخشون فقط تأثيرات الفيروس على الاقتصاد، بل على أسواق الأسهم. عقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مؤتمرًا صحفيًا لتوضح القرار، قال فيه إن انتشار فيروس كورونا تسبب في زعزعة الاقتصادات في عديد الدول، وتلك الإجراءات تضغط على النشاط لفترة. ورغم بقاء تأثيرات الفيروس على الاقتصاد مجهولة إلى الآن -بالنظر لطبيعة الفيروس المجهولة نفسها- إلا أن المخاطرة تلك كانت دافع الفيدرالي للتدخل ودعم الاقتصاد. وأضاف أنه سيكون هناك المزيد من القرارات للفيدرالي مع احتمالية تنسيق رسمي بين دول السبع الكبار. بعبارة أخرى، التيسير من البنوك المركزية الأخرى قادم، لو تعمقت التصفية في أسواق الأسهم وزادت مخاوف الهبوط.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

هبط الدولار الأمريكي بحدة استجابة للقرار، أمام كل من اليورو، والين وغيرهما من العملات الرئيسية. وتأتي تلك الحركة متزامنة نظرًا لتخفيض الفيدرالي عائد الدولار أمام العملات الأخرى. وخلال التصفية في سوق الأسهم، كان الأمر أصعب للمقارنة. فعندما صدر القرار ارتفعت الأسهم بارتياح على خلفيته، وبنهاية جلسة نيويورك فقد داو جونز حوالي 800 نقطة.

المشكلة تكمن في أن قرار الفيدرالي لن يحل المعضلة الصحية التي يشكلها فيروس كورونا. بينما يأمل الفيدرالي أن التحرك العاجل والقوي سيساعد في تهدئة روع المستثمرين، ولكن على أرض الواقع حدث العكس. يتوقع المستثمرون تحركًا آخر في شهر أبريل، وتظل فكرة تخفيض معدل الفائدة ربع نقطة أساس في 18 مارس قائمة. وإلى الآن، يظل السؤال: مال التالي؟

ليلة أمس، خفض الاحتياطي الأسترالي من معدل فائدته 25 نقطة أساس. وعلى عكس الفيدرالي، كان التحرك أقل حدة لأن الأسواق شعرت أنه من المبكر وضع موعد نهائي لاختفاء الفيروس. وبقول هذا، أقر الاحتياطي الأسترالي بأن التأثير على الاقتصاد لا يزال جسيمًا، وبالتالي يظل الناتج المحلي الإجمالي الربعي محتمل الهبوط في مارس. ويستعد البنك لمزيد من التيسير.

أمّا بنك كندا فيعلن عن السياسة النقدية يوم الأربعاء. وكما يظهر في الجدول الموضح أدناه، لم تكن البيانات الاقتصادية مريعة، ولكن السوق لا يرى أي احتمالية لتخفيض الفائدة ربع نقطة أساس. سيكون من المثير مشاهدة محافظ البنك المركزي الكندي، بولوزو، يلتزم التزامًا صارمًا بالبيانات الاقتصادية. وهبطت أسعار النفط بحدة مع تلاشي قيمة الأسهم. وسيكون من الخطأ تجاهل البنك المركزي لما يتراكم أمامه من مخاطر. على أقصى تقدير، نتوقع تخفيض الفائدة ربع نقطة أساس، مصحوبة بالتزام بفعل المزيد لو لزم الأمر.

أوضح كل من بنك كندا وبنك اليابان جاهزية لزيادة التحفيزات النقدية اللازمة، ولكن لم نسمع من البنك المركزي الأوروبي. يحتسب المتداولون بنسبة 90% احتمالية لتخفيض الفائدة، وهذا ما سيهبط بالمعدلات في منطقة سلبية. ولا يوجد كثير من الحركة للمناورة (وهذا ما يفسر قوة اليورو مؤخرًا)، ولكنهم لن يقفوا على جانب السوق لمتابعة ما يحدث فقط، وانتظار قرارات الآخرين. وبالنظر لتأثير قرار الفيدرالي على الأسهم والدولار، نتوقع اختراق الدولار/ين لـ 107 خلال الجلسة الآسيوية.