الذهب: طريق محفوف بالمخاطر !

 | 23 مارس, 2020 22:23

تفيدنا المقارنات أحياناً في معرفة الاتجاهات القادمة، أو على الأقل في معرفة الأسباب التي تؤدي الى تقلبات الأسواق العالمية. في شهر واحد فقط ( منذ 23 شباط الفائت 2020 ) خسر مؤشر داو جونز 34% من قيمته , بينما خسر الذهب مايعادل 11.5% من قيمته خلال نفس الفترة, الفرق ليس قليلاً أبداً في عالم الاستثمار، نحن نتكلم عن فرق يصل الى أكثر من 20% وهذا يعادل عوائد سنة كاملة لأهم الصناديق الاستثمارية في العالم، ومرة أخرى لا نتكلم عن ملاذ آمن، بل أداة استثمارية لها قيمة محددة، لا ضمانات.

الرسم البياني المرفق ومصدره بلومبيرغ، يوضح تماماً كيف أن شراء الذهب في العقود الآجلة الأمريكية بقي مرتفعاً بقوة منذ منتصف العام الفائت 2019 , عندما كان سعر الذهب مايزال عند مستويات أدنى بين 1350$ و 1400$ للأونصة , نحن نتكلم عن 300$ تقريباً فرق , عندما وصل الى 1700$ في الأسبوع الأول من الشهر الجاري آذار 2020, أي نسبة تصل الى أكثر من 21% , لذلك كانت عمليات البيع قاسية في الأسابيع الأخيرة, تراجع قاسي للمؤشرات العالمية، وبحث عن تغطية لا يمكن الحصول عليها الا من خلال بيع الأصول المرتفعة التي حققت أرباح قوية ومنها بالتأكيد الذهب, مضاف اليها الارتفاع القوي لمؤشر الدولار الأمريكي الذي وصل خلال الأسبوع الفائت الى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات عند 103 نقطة تقريباً.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

أولاً, ليس بالضرورة أن تكون الأزمات المالية العالمية سبباً في شراء الذهب, هناك جوانب أخرى سياسية ونقدية واقتصادية واجتماعية وسلوك مستثمرين, ليس فقط أزمة.

ثانياً, بقيت مستويات المعروض النقدي الأمريكي مرتفعة حتى بعد تراجعه خلال العامين الأخيرين بفعل رفع الفائدة الأمريكية, هذا المعروض المرتفع سيستهدف مرة أخرى أدوات عالية المخاطر كالأسهم في الأشهر القادمة.

ثالثاً, سيتغير الرهان مجدداً من التضخم المرتفع الى أسعار الفائدة المتدنية وعمليات التيسير النقدية المستمرة ولكن حذار من أن ارتفاع الذهب قد يكون بطيئاً. لنبقي أعيننا على الصين, تبعات الفيروس كورونا ستبقي الفائدة متدنية والنقد رخيصاً, سيناريو جيد للذهب.

رابعاً, اذا ساءت الأحوال الاقتصادية علينا توقع التراجع في طلب الأفراد على الذهب, الشراء سيكون مجدداً من قبل البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية الكبرى, هذا سيترك مستويات المخاطر أعلى حسب اعتقادنا.

خامساً, مازال الذهب مرتفعاً 13% تقريباً على أساس سنوي’ بينما خسرت الفضة20% تقريباً والبلاتين 28% من قيمته خلال نفس الفترة.

سادساً, تتطلب المرحلة الحالية ادارة جداً ممتازة لرأس المال , وانكشاف لا يتجاوز 8% في معظم حالات السوق حتى يتمكن المتداول من الشراء مجدداً في حال ساءت أحوال الأسواق مجدداً.

سابعاً, نتوقع استمرار سلوك الأسواق الحالي للفترة القادمة ( أشهر على أقل تقدير) ولذلك لابد من الأخذ بعين الاعتبار وقف الخسائر وعدم ترك الصفقات مفتوحة للمجهول على أمل العودة مجدداً لأن هذه العودة قد تكون مجرد وهم.

تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات وتحديثات الأسواق.