كيف نفسر الانهيار التاريخي لأسعار النفط الخام الأمريكي؟

 | 21 ابريل, 2020 16:52

يمكن تفسير الانهيار التاريخي في أسعار النفط الخام الأمريكي يوم الإثنين إلى ما دون الصفر، صدق أو لا تصدق بكلمة "عدم المرونة".
أي ان الطلب على النفط غير مرن، ولا يستجيب بشكل كبير للتغيرات في الأسعار على المدى القصير.
حيث يعد إغلاق بئر منتجة أمراً مكلفاً لذا فإن بعض المنتجين على استعداد لمواصلة ضخ النفط الخام مؤقتاً حتى عند الخسارة.
عادةً ما يكون التخزين هو المخزن المؤقت الذي يعمل على استقرار الأسواق غير المرنة، وإذا تجاوز العرض الطلب يذهب الفائض إلى الخزانات.
لكن الإنتاج الزائد استمر لفترة طويلة بحيث لم يعد هناك مكان تقريباً لتخزين الخام، وهو ما حدث بسبب تراجع الطلب مع أزمة فيروس كورونا.
تحطمت الأسعار إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ حيث تسبب جائحة فيروس كورونا في انهيار الطلب العالمي، وهذا وضع البائعين في حالة الدفع للمشترين المستعدين لاستلام النفط الخام لأنه لا يوجد مكان لتخزينه.

إنهيار تاريخي لأسعار النفط الخام الأمريكي الآجلة بالمستويات السلبية بعد ارتفاع تخمة المعروض

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

استعادت أسعار النفط للعقد الآجل لشهر مايو بعض الخسائر لكنها بقيت في المنطقة السلبية قلب انتهاء صلاحيتها اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن لمست أدنى مستوى قياسي عند سالب 40.32 دولار للبرميل في الجلسة السابقة.
بينما تستمر سلسلة الإنهيار مع تداول عقد شهر يونيو الذي تداول بالقرب من 11.80 دولاراً للبرميل مع هبوط ما يقارب 43% خلال جلسات اليوم.
كذلك تراجع نفط برنت أكثر من 27% خلال جلسات اليوم ليتداول عند مستوى 18.10 دولاراً للبرميل، وهو أقل مستوى يشهده منذ عام 2002.
هذا الانهيار التاريخي في أسعار النفط الخام يغلق الباب أمام انتعاش سوق الائتمان، وتراجع المستثمرين بينما يحاولون التعامل مع أحدث ضربة للمشاعر.
حيث تراجعت سندات شركات النفط الأوروبية الكبرى بما في ذلك Total SA و Royal Dutch Shell Plc و BP Plc في منتصف التعاملات الصباحية.

انهيار الأسعار يطول عقد النفط الخام لشهر يونيو ويضغط على نفط برنت أيضاً خلال جلسات اليوم

أما الخطر الأكبر حالياً سيكون على المدى الطويل في حالة استمرار تلك الأزمة الصحية، وعدم التراجع عن حرب اسعار النفط الدائرة بين أكبر المنتجين مما سيكون كل من العرض والطلب أكثر مرونة.
يمكن أن تكون الأسعار سلبية تماماً في الأسواق غير المرنة ويدفع البائعون للمشترين لأخذها، ولكن الرهان على سوق النفط غير المرن هي لعبة خطيرة.
فليس هناك ما يضمن بقاء أسعار الأشهر الأخيرة مرتفعة ما لم ينخفض ​​الإنتاج بشكل حاد، أو يرتفع الطلب مما سيكون هناك ضغط هبوطي قوي.
حيث لن يشتري احد النفط الذي لا يمكنهم استخدامه على الفور إذا لم يكن لديهم مكان لتخزينه، وهذا بغض النظر عن مدى انخفاض السعر.
لذلك نوضح للمتداول بعض الأجوبة الخاصة بما يحدث حالياً بسوق النفط، وهي العامل الأساسي بما يحدث حالياً:

ماذا يعني أسعار سلبية للنفط؟
قد هلكت أسعار النفط مع انهيار الطلب على النفط بعد عمليات الإغلاق بسبب وباء فيروس كورونا، وحرب الأسعار بين أكبر المنتجين في العالم التي أغرقت السوق.
أيضاً مع إمتلاء مرافق التخزين التي اقتربت من قدراتها النهائية، والإيقاعات الشهرية لسوق العقود الآجلة التي تلعب دوراً في تلك التنمية المذهلة.
مع ذلك، فإن ما حدث في سوق النفط كان بمثابة تحول سلبي هائل وغير مسبوق حيث انخفض سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم شهر مايو إلى سالب 40.32 دولار للبرميل.
حيث نظراً للظروف القاسية دفعت بعض الشركات المنتجة والبائعة للنفط الدفع للمشترين نفطها، وهذا بسبب عدم توفر إمكانية لتخزين منتجها.

لماذا يدفع البائع للمشتري ليأخذ نفطه؟
بالنسبة لبعض المنتجين على المدى الطويل أنه من الأرخص أن يدفع لشراء نفطه بدلاً من وقف الإنتاج، أو أن يعثر على مكان لتخزين المنتج المتدفق خارج الأرض.
كما يشعر الكثيرون بالقلق من أن إغلاق آبارهم قد يؤدي إلى تلفها بشكل دائم مما يجعلها غير اقتصادية في المستقبل.
هناك أيضاً متداولون يشترون العقود الآجلة للنفط كمراهنة على تحركات الأسعار، وهم الذين ليس لديهم نية استلام البراميل.
وهم من قد يواجهون انخفاض حاد في الأسعار ليكونوا أمام خيار العثور على التخزين أو البيع بخسارة، وذلك بسبب وفرة النفط المتصاعدة التي جعلت مساحة التخزين شحيحة ومكلفة بشكل متزايد.

كيف حدثت هذه التخمة بالمعروض؟
إما أن يكون الوباء أو حرب الأسعار في حد ذاتها قد هزت أسواق الطاقة معاً، وانقلب هذا عليهم رأساً على عقب.
حيث عندما بدأ الفيروس ينتشر في جميع أنحاء العالم ليبدأ تآكل الطلب على النفط على مراحل وزيادة تخمة المعروض، ووضحنا هذا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "هنا ).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@

ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.

الخروج
هل أنت متأكد أنك تريد تسجيل الخروج ؟
لانعم
إلغاءنعم
يجري حفظ التغييرات