منذ أن كنا صغار كان هناك لغز محير كنا نجلس لساعات و نحن نفكر به، اللغز كان أيهما وجد أولا البيضة أم الدجاجة.
ربما هذا اللغز يصف بشكل كبير ما يحدث لتحليلات هذه الأيام في أسواق التداول خلال هذه الفترة الاستثنائية التي بات التخبط بها واضحاً بين البائعين و المشتريين.
بدأت القصة تقريبا من تاريخ 5-3-2020 بدأت الاسهم بالانهيار مع تفشي جائحة covid-19 و البدء بتطبيق إجراءات الحجر والحظر وصولا للاثنين الأسود تاريخ 9-3-2020 إذ وصلت الأسهم الاوربية لأدنى مستوياتها منذ عام 2008 و استمر التدهور حتى تاريخ 19-3-2020 لتبدأ الاسهم بعدها بالتعافي التدريجي.
خلال تلك الفترة كانت التحليلات كلها أن التوجه سيكون للملاذات الامنة كالذهب، لكن الذهب خالف التوقعات و هبط أكثر من 250 دولار للأوقية خلال تلك الفترة، طبعا بعد الهبوط كانت التحليلات أن السبب ان المستثمرين احتاجو سيولة لتعويض خسائرهم في الاسهم، ولم يخطر ببال احد هكذا تحليل قبل الهبوط لكن الهبوط هو من خلق هذا التحليل.
أما اليوم و بعد مرور أكثر من 3 أشهر على الجائحة ما زالت التحليلات تخلق لتبرر حركة الاسهم.
فعندما تهبط الأسهم نجد آلاف التحليلات و من كبرى الوكالات الاخبارية أن االسبب هو الخوف من موجة ثانية.
فنقول ربما فجأة نشاهد خلال الاسبوع الحالي ارتفاع الاسهم و انتعاش الاسواق لتأتي التحليلات لتهلل أن السبب هو الآمال بوجود لقاح,، مع انه خلال هذا الأسبوع سجلت و لثلاث أيام أعلى نسبة زيادة اصابات على مستوى العالم.
أخيرا، نستنتج أنه يمكننا ان نبرر بألف طريقة حركة الأسهم بعد حدوثها، و لكن أن نكتب تقريرنا الاخباري بناءً على الوضع الحالي والاخبار الحالية وتحليلنا الفني و نترقب بعدها حركة الاسهم هنا تكمن الحرفية و المصداقية التي ينبغي لتلك الوكالات الاخبارية احترامها.