تترقب الأسواق المالية العالمية حزمة التحفيز وسط تزايد القلق بين المستثمرين وتقلب أسعار الذهب.
قد يكون استقرار الذهب عند مستوى نفسي مهم 1900 دولار للأونصة هو الهدوء قبل العاصفة حيث لم يتبقى لانطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوى أسبوعين فقط، ويختار الكثير من المستثمرين توخي الحذر وسط تصاعد القلق في السوق.
لا تزال المحفزات الرئيسية للذهب هي مفاوضات اقرار حزمة التحفيز الأمريكية ورد فعل الدولار الأمريكي على العناوين الرئيسية بشأن اقرار حزمة تحفيز جديدة من عدمه.
محادثات التحفيز
يبدو أن اقرار حزمة مساعدات اقتصادية لتخفيف تداعيات فيروس كورونا سيكون أمرا صعبا قبل الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر وفقا لأغلب الخبراء.
في آخر تحديث، أخبر وزير الخزانة "ستيفن منوتشين" رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" أن الرئيس دونالد ترامب سيطلب شخصيا من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الحصول على دعم بشأن أي صفقة يتم التوصل إليها. ومع ذلك، رفض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ "ميتش مكونيل" الفكرة، مشيرا إلى أنه لن يكون قادرا على بيع حزمة أكبر لأعضائه.
في ظل تراجع شعبية الرئيس ترامب مقابل تقدم بايدن في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي العديد من الولايات الخارجية، لم يعد لدى ترامب القدرة على التأثير على مجلس الشيوخ.
لا شك في أن حركة سعر الذهب مرتبطة مباشرة بإقرار حزمة التحفيز لأن المعدن مدفوع بالتضخم. كلما زادت الأموال التي تطبعها الحكومة، كلما زاد انخفاض قيمة الدولار الأمريكي. وعادة يؤدي خفض قيمة العملة إلى ارتفاع الذهب.
قبل أو بعد الانتخابات، سيتم تمرير حزمة التحفيز في النهاية حيث يرى كلا المرشحين الرئاسيين الحاجة إلى مزيد من الإنفاق.
بغض النظر عن المرشح الرئاسي الذي سيفوز، فإن الذهب سيرتفع في النهاية. سينفق كلا المرشحين المال خلال حملاتهم الانتخابية، وهذا أمر إيجابي بالنسبة للمعدن الأصفر. وربما بالتالي قد يعود الذهب إلى منطقة 2000 دولار بحلول نهاية العام.
من المرجح أن ينفق بايدن أكثر، بينما من المرجح أن يكون إنفاق ترامب مدروسا بشكل أدق. وبالرغم من ذلك، فإن كلا المرشحين سيكونان مناسبين لارتفاع الذهب.
زيادة حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19
هناك عنصر آخر يحافظ على حذر المستثمرين وهو الارتفاع المتجدد في عدد حالات كوفيد19 في جميع أنحاء العالم حيث تلقي المخاوف من عمليات الإغلاق الجديدة بثقلها على المعنويات.
في فترة ما قبل ايجاد اللقاح، يعتمد التعافي الاقتصادي لأي بلد على مدى قدرته على احتواء الفيروس. حاليا، الاستجابة الصحية لكل دولة تشكل الأساس لانتعاشها الاقتصادي.
كانت البيانات الاقتصادية الأخيرة الصادرة من الولايات المتحدة متباينة حتى الآن. وقد ارتفعت أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس، حيث قفزت نحو 900.000 طلب، في حين زادت مبيعات التجزئة الأمريكية بأكثر من الضعف، مرتفعة إلى 1.9% في شهر سبتمبر.
هناك معضلة تواجهها الحكومات في جميع أنحاء العالم – وهي أن الانفتاح الاقتصادي المبكر قد يؤدي إلى مزيد من اجراءات الإغلاق المشددة.
بيانات هامة للمشاهدة
تتصدر أحدث أرقام الإسكان في الولايات المتحدة بيانات هذا الأسبوع. سيتم إصدار بيانات تصاريح البناء والمساكن الأمريكية يوم الثلاثاء، تليها مبيعات المنازل القائمة يوم الخميس. كما سيتم الإعلان عن طلبات إعانة البطالة يوم الخميس، تليها بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي يوم الجمعة.
عنصر آخر مثير للاهتمام سيكون حديث رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول مستقبل المدفوعات عبر الحدود والعملات الرقمية في الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي يوم الاثنين.
التحليل الفني
على المدى القصير، من المرجح أن يبقى تداول الذهب في نطاق محدود يتراوح بين مستوى الدعم 1880 دولار للأونصة ومستوى المقاومة عند 1930 دولار لأونصة.
أي اختراق لمستوى 1930 دولار لأونصة من شأنه أن يعزز مكاسب الذهب حتى 1970 دولار لأونصة.
في حين أن كسر مستوى 1880 دولار لأونصة، يعني المزيد من الهبوط حتى 1850 دولار لأونصة.
وعلى الأرجح أن أي هبوط على المدى القصير سوف يتيح فرصة شراء.