ضاع العدل في زمن الفيروس الاسود

 | 23 اكتوبر, 2020 19:25

كان أفضل الأزمان، وكان أسوأ الأزمان، هذه الافتتاحية للرواية الشهيرة قصة مدينتين للكاتب تشارلز ديكنز، هي ذاتها ستكون لسان حال الأثرياء والفقراء حينما يتذكرون فترة جائحة فيروس كورونا بعد أن يمن الله علينا ويخرج من عالمنا غير مأسوف عليه

بالطبع أفضل الأزمان كان للأثرياء الذين تراكمت ثرواتهم وإزدادوا ثراءً خلال تفشي الوباء، لكن بالتأكيد لم يكن كذلك لأناس فقدوا وظائفهم وآخرون تزايدت عليهم صعوبات الحياة مالياً وصحياً بفعل فيروس كورونا فازدادوا فقراً فوق فقرهم

يقول الإمام علي كرم الله وجهه (لو كان الفقر رجلا لقتلته) مؤخرا صدر تقرير صادم يحذر فيه البنك الدولي من أن 2020 ستكون شاهداً على أول زيادة في معدل الفقر المدقع منذ عام 1998 وقت الأزمة المالية الآسيوية ، في حين ترصد تقارير أخرى ارتفاع ثروة أغنياء العالم إلى مستوى قياسي غير مسبوق يتجاوز 10 تريليونات دولار

الوباء يطارد الفقراء/h2

أجبرت المعاناة المالية الفقراء على أن يكونوا في الخطوط الأمامية في مواجهة بطش الوباء بحثاً عن لقمة العيش ، لكن لم يكن ذلك شافعاً لهم أمام خفض الأجور وفقدانهم الوظائف، في حين كان الأثرياء في حالة سبات في المكاتب المنزلية بل ويربحون الأموال

ومع استمرار الوباء، يتوقع البنك الدولي أن تدفع الجائحة ما يزيد على 115 مليون شخص الى تعداد الفقر المدقع ، الذي يُعرَّف بأنه العيش على أقل من 1.90 دولار يومياً , ومن المرجح أن يؤثر الفقر المدقع والفقر على نسبة قد تصل إلى 9.4% من سكان العالم في 2020 ، وكانت التوقعات السابقة ترى تراجعه إلى 7.9% في العام الجاري لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وضرب الوباء بهذه التقديرات عرض الحائط.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن