الذهب: ليست كل الطرق سالكة

 | 19 نوفمبر, 2020 14:18

قبل أن تسأل عزيزي القارىء والمهتم إذا كان لا بد من شراء الذهب أو بيعه، لا بد أن نسأل قبل كل شيء، ماهي نوعية الشراء / البيع التي تود أصلاً القيام بها، وهل تستهدف تداولات يومية، شهرية أو حتى نصف سنوية؟  

لطالما كان شراء الدولار الأمريكي كنوع من الملاذ الآمن سيناريو معروف في الفترة الأخيرة، ماذا عن الذهب، أليس هو ملاذ آمن أيضاً؟ ليس بالضرورة أن يكون ملاذاً آمناً عندما تتداول الذهب بيعاً وشراءً يومياً على منصات التداول لتحوله عند ذلك إلى أداة عادية تربح وتخسر كغيرها من العملات وعقود المؤشرات. إذا كنت تشتري ذهباً حقيقياً، عندها قد يخفف من مستوى خسائرك لو تراجع لأنك عزيزي المتداول ستحصل على مبلغ معين عند البيع قد يعوض جزءاً من خسائرك عندها يمكن القول إنه تحوط وليس ملاذاً آمناً.  

في الدول التي يرتفع فيها التضخم الى مستويات قياسية وتفقد فيها العملة الوطنية قيمتها تدريجياً (تركيا، لبنان، سوريا، الأرجنتين، فنزويلا، السودان وغيرها)، عندها يتحول الذهب الى ملاذ آمن، هكذا سيناريو لا ينطبق على الاقتصاديات المتقدمة (SE: 2330). 

لو سألتموني، هل تشتري ذهباً وكفى هذا الكلام الذي لا يفيد؟ /h2

سأقول لكم، لن أشتريه الآن، سأنتظر عمليات الارتفاع لو حدثت لأبيعه مرة ثانية. الذهب للتحوط من التضخم تم استيعابه (التضخم لم يرتفع أصلاً) والاقتصاد العالمي سيعود للعمل تدريجياً وعندها لو ارتفع التضخم سيكون متوقعاً وتتجه الأنظار الى أدوات استثمارية تعطي عوائد أعلى. أسعار الفائدة ستبقى منخفضة وهذا أيضاً مسعّر، الشيء الوحيد الغير مسعّر هو التحسن بأسرع من التوقعات للاقتصاد العالمي الذي وصل الى القاع تاريخياً واقتصادياً، هل تتوقعون فعلاً توقف الدين العالمي عن الارتفاع مثلاً؟ لن يحدث هذا مطلقاً. انتبهوا الى عوائد السندات الأمريكية، قد تكون خداعة بمعنى أن تراجع العوائد قد يعني شراءً للسندات من مستويات أرخص وليس بالضرورة أن يعني ارتفاعا في المخاطر العالمية. السلوك السعري للذهب لا يدل حقيقةً على زخم للشراء حالياً، تراجع في سبعة أيام من أصل العشرة الأخيرة، كما أن شموع البيع أكبر بكثير من الشراء، انتبهوا لذلك. الربع الأول من العام القادم سيكون حاسماً.