النفط: التغيير التدريجي لأسواق الطاقة

 | 17 مارس, 2021 00:34

منذ بداية العام الجاري، تعافت أسعار النفط بقوة ووصلت مكاسبها الى 34% في خام غرب تكساس الخفيف (حالياً عند 64.86$ للبرميل) و32% لخام برنت (حالياً عند 68.31$ للبرميل) والحقيقة أن ارتفاع النفط جاء منسجماً مع الارتفاعات القوية في سلع أسواق الطاقة منذ بداية العام الجاري، الايثانول 25%, جازولين 48%, وقود التدفئة 30%، علماً أن مستويات خام غرب تكساس الخفيف الحالية هي الأعلى في عام كامل. 

بات الجميع يعرف أن اتفاق منظمة اوبك مع شركائها بتخفيض الانتاج أكثر من 1 مليون برميل شهرياً هو اتفاق مهم للغاية لضبط المعروض تحملت السعودية العبء الأكبر فيه. بالمقابل لا يمكن إنكار حقيقة أن اعادة الافتتاح التدريجي البطيء للنشاط الاقتصاد العالمي ساعد كثيراً من الصين (ثاني أكبر مستهلك لنفط في العالم بعد أمريكا بأكثر من 14 مليون برميل يومياً) الهند كذلك مع 5.2 مليون واليابان 4 مليون برميل يومياً تقريباً. 

هناك عدة حقائق لابد من معرفتها حالياً، بغض النظر عن مستقبل الأسعار. 

أولا، أسواق الطاقة العالمية تغيرت الى غير رجعة، هذا التغيير بدأ منذ سنوات ويستمر، النفط لم يعد كما كان قبل عقود لا من ناحية الاستهلاك ولا من ناحية الاعتماد عليه كلياً، الخارطة العالمية في استهلاك الطاقة تتغير لصالح مزيد من الطاقات المتجددة، حتى الدول الرئيسية المنتجة تستثمر بقوة في هذا المجال وهذا خط بلا رجعة. 

ثانياً، العودة التدريجية للاقتصاد العالمي ستكون بلا شك محرك أساسي لعودة الاستهلاك الذي من المتوقع أن يكون متراجعاً 9% في 2020 مقارنةً بعام 2019 وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، اذاً لا شيء أسوء مر على العالم كما حدث في 2020 , حتى في زمن الحروب كان استهلاك الطاقة أفضل. 

ثالثاً، سيبقى الصراع على أشده بين منتجي أوبك والنفط الصخري، ليس فقط على الأسعار بل أيضاً على الحصص السوقية. قد يكون إنتاج النفط مكلفاً أكثر لمنتجي النفط الصخري حيث تتراوح التكلفة بين 25$ الى 95$ للبرميل بينما لا تتجاوز هذه التكلفة 9$ في السعودية , 10$ في العراق و $19 في روسيا (التكلفة الشاملة تشمل تكلفة الانتاج، الإنفاق الرأسمالي، الضرائب وكذلك أجور النقل) وهذا ما أثبتته السنوات السابقة من أن تراجع الأسعار ليس جيداً للجميع لكن الأقل تكلفة هو الأقدر على الاستمرار لفترة أطول. 

 فنياً، وعلى المؤشر الشهري لنفط خام غرب تكساس خمسة أشهر متتالية من الارتفاع، يبدو الزخم مستمراً، المقاومة المهمة جداً هي 75$ للبرميل وصلها في أيار 2018. الحقيقة لا نتوقع تراجعاً قاسياً آخذين بعين الاعتبار التحسن المتوقع في الطلب خلال العام الجاري، لكن العقود الآجلة في بورصة شيكاغو للنفط تسعر أسعارًا أقل في 2022 تعود الى 60$ بمعنى آخر ما زال لدينا عدة أشهر من الايجابية قبل اعادة النظر بأداء الاقتصاد العالمي الذي متوقع له أن يرتفع في 2021 ولكن ليس مضموناً ارتفاعه العام القادم. إذا أردنا تجنب التداول اليومي، يمكننا تداول عقود النفط بطريقتين: 

أولاً، شراء عقود ETF منها مثلاً مؤشر الطاقة في S&P 500، سعره متاح للكثيرين وحقق 38.22% منذ بداية العام.  

ثانياً، شراء عقود آجلة Futures  بتسليم أشهر قريبة، قبل اعادة الرهان على بيعها في عقود العام القادم. العقود الآجلة أقل مخاطر وقابلة للتعديل قبل تاريخ التسوية. 

تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية. 

Twitter : @mazenas1  

Twitter: @Swissquote_ar