الذهب: هل يتم إنقاذه من التراجع؟

 | 17 مارس, 2021 15:20

غالباً ما تكون الأسواق أسرع في قراءتها من الواقعية الاقتصادية ولذلك إذا خيبت الواقعية آمال التوقعات ستكون عندها النتيجة سلبية، هذا تماماً ما يحدث في علاقة الذهب بالتضخم. العلاقة التقليدية القديمة بين شراء الذهب للتحوط من تراجع القدرة الشرائية للعملة (التضخم) كانت ومازالت مستمرة لكن الأسس الاقتصادية هي من تغيرت وتغيرت معها الدول وعادات الإنفاق ومعدلات التضخم وأسبابها. 

يقف التضخم الأمريكي حالياً عند 1.7% وفقاً لأسعار المستهلكين الأخيرة، هذا ليس بعيداً عن 2% الهدف المعلن للفيدرالي الأمريكي، علماً أن الاقتصاد الأمريكي لم يخرج كلياً من الاغلاق ومازالت معدلات البطالة مرتفعة وكذلك اعانات البطالة الأسبوعية عند مستوى قياسي. النتيجة الحتمية لاستمرار الارتفاع في أسعار الطاقة وإعادة فتح الاقتصاد وتحسن الإنفاق سيكون تضخماً مرتفعاً أكثر من 2%, الأسواق تقرأ ذلك ومع هذا لم يرتفع الذهب بقوة. هذا لا يعني أن التضخم انتهى تأثيره، أبداً، ولكن هناك اعادة قراءة عالمية في أين يحصل التضخم، ومن يشتري الذهب أصلاً، وكم هي معدلات التضخم المؤذية التي تؤدي لانكماش تضخمي (حدوث ركود مع ارتفاع الأسعار)؟ 

يوضح الرسم البياني أن ارتفاع معدات التضخم كانت منسجمة بشكل كبير مع ارتفاع قوة الدولار الأمريكي وهذا يعني أنه إذا افترضنا ارتفاع التضخم لاحقاً سيكون الدولار أقوى، ودولار أقوى ليس جيداً للذهب! 

الرسم البياني الثاني يوضح أيضاً كيف أن قوة الدولار الأمريكي تؤثر سلباً بارتفاع الذهب، كسب الذهب زخماً في 2020 عندما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، العلاقة واضحة. وفي الرسم البياني الثالث واضح تماماً التراجع في مسار الذهب متوازياً مع ارتفاع العوائد (اللون الأصفر) وهذا عامل أهم حالياً. أمريكا يلزمها دولار ضعيف وهذا حدث العام الفائت، وطالما أن السياسات النقدية العالمية متشابهة في عمليات طباعة العملة الرخيصة عندها قد يبقى تعافي الدولار الأمريكي أسرع لأن الأمريكيين كانوا سباقين في حزم التحفيز، تعافيهم يحدث تدريجياً والثقة ستعود لشراء الأصول الأمريكية لأن عوائدها أعلى. 

لإنقاذ الذهب من مزيد من التراجع لابد من حصول أمرين: /h2

أولاً، يضغط الفيدرالي الأمريكي في اتجاه عوائد أضعف، وباعتقادنا لن تحدث قريباً وهذا سيكون تدريجياً. 

ثانياً، تستمر الصين بالتعافي (متوقع بقوة) وهذا سيرفع أسعار المستهلكين الصيني (التضخم) الصينيون مع الهنود يشترون الذهب بمعايير تضخمية، لديهم ثقافة أما الأوربيون والأمريكيون فهذا مختلف تماماً لأن في عملاتهم الرئيسية لا يتغير معدل تضخمها كثيراً وخاصة أوروبا واليابان. 

حتى لا نترك الفرصة تضيع بوجود هكذا عوامل، نكرر استراتيجيتنا بشراء عقود ETF للذهب الحقيقي في استثمار متوسط الأجل ومن عدة مستويات (لا نشتري من مستوى واحد فقط ولا نستعمل كل رأس المال)، التحوط بعوائد السندات لأنها قد ترتفع ولا ننسى قاعدة هامة للغاية أن الذهب لا يتم الحكم عليه بشهر أو اثنين، لو راقبنا مؤشره لوجدناه صاعداً منذ 2016، العبرة بالنتيجة. 

تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية. 

Twitter : @mazenas1  

Twitter : @Swissquote_ar