هل تتخطى قيمة البتكوين الواحد مليار دولار؟!

 | 25 يونيو, 2021 11:42

العنوان صادم، لكنه واقعي 

بل ازيدك من الشعر بيتاً عزيزي القارئ، القصة ليست في (هل؟).. بل في (متى؟) 

ولكي نفهم أبعاد الموضوع علينا أن نعي كيف تفكر اميركا وهي المتربعة على عرش الرأسمالية العالمية، حيث ان بسبب اسلوب التفكير هذا ستتسبب في أحداث متعاقبة تماما كتأثير الدومينو. 

ولكي استطيع ان اشرح علينا أن نبدأ من سبعينيات القرن الماضي حينما نجحت الولايات المتحدة في فرض سيطرة عملتها (الدولار الأمريكي) وبسط نفوذه على جميع عملات العالم، في حيلة شديدة الذكاء وهي ربطه بالذهب لتتكون عند الناس حول العالم قناعة ان الذهب والدولار مترادفان ، وهنا تم زرع البذرة جيداً حيث ان الذهب هو العملة المقبولة لدى عموم البشر ، زد على ذلك أن كل شئ يتم تقييمه بالذهب (هذا في الأصل) ، وعندما أدركت الولايات المتحدة أن البذرة قد نمت واصبح لها جذور قامت بفك ارتباط الدولار بالذهب وهذا بعدما انتشر الدولار على نطاق واسع بين الأفراد والمؤسسات والبنوك المركزية كعملة احتياط، زادت مصداقية ذلك خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية وبروز الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى منفردة لا ينافسها أحد. 

ترتب على ما سبق أن توازت مصداقية الدولار كعملة مع مصداقية الذهب كقيمة، فأصبح عملة التبادل الرئيسية في العالم، حيث ان معظم دول العالم تضطر ان تبحث عن الدولار لسد احتياجاتها الاستيرادية من الخارج، كما انه لمع كعملة اقراض خصوصا من المقرضين الرئيسيين (الحكومات الامريكية المتعاقبة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي) جعل هذا السياسة الامريكية محاولة استغلال شهرة الدولار الواسعة في بسط نفوذها على دول العالم النامية وذلك عن طريق الإقراض. 

وهنا لا نتحدث عن إقراض قيمة، بل في الحقيقة اقراض ورق، لكن هذا الورق (SE:2300) أصبح له مصداقية لدى الناس، ومع تقدم السنوات يزداد الورق، حتى أصبح شعار طباعة الدولار هو الاصل، في كل مشكلة اقتصادية أو أزمة مالية الحل الأوحد والأمثل هو الطباعة. 

تطبع الولايات المتحدة الدولار لتحل مشاكلها الداخلية والخارجية، وتطبع الدولار لكي تقرض، وتطبع الدولار لتنقذ شركاتها، وتطبع الدولار لتسد مديونياتها، وتطبع الدولار لخدمة الدين والسندات. 

واستمرت الطباعة مع مرور السنين ولكن لم ينفجر التضخم وهذا استفسار وجيه. 

اين يتم تصريف التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية؟ 

عزيزي القارئ لعلك شهدت الشهر الماضي الظروف المروعة التي مرت بها الهند وهي الدولة ذات المليار واربعمائة مليون نسمة بسبب فيروس كورونا، الهند ليست قوة اقتصادية كبيرة وكذلك عملتها ليست عملة رئيسية، ورغم كل ما شاهدته على شاشات التلفاز فلم يمت في الهند بسبب كورونا نصف ضحايا الولايات المتحدة لنفس السبب، تأثرت الهند ولم تتأثر أميركا، ونعود ونقول السر في الطباعة. 

طبعت الولايات المتحدة منذ ظهور فيروس كورونا حتى يومنا هذا 9.1 تريليون دولار، هذا الرقم الضخم يعتبر ثلثي حجم الناتج المحلي السنوي للصين، ونصف الناتج المحلي السنوي للولايات المتحدة، وضعف الناتج المحلي لجمهورية ألمانيا. 

نعود للسؤال أين يتم تصريف التضخم في الولايات المتحدة؟ 

الاجابة البسيطة سيدي هي تماما كما تم تصريفه في أزمة الرهن العقاري منتصف عام 2008، وهي في أسواق المال، نعم كما قرأت، الناسداك والداو جونز والأسهم الامريكية والتي تضخمت لأسعار غير مسبوقة وغير منطقية وغير مقبولة لدى البعض، وهذا قد يجيب لك على تساؤل (لماذا انفجرت اسعار الاسهم الامريكية ولم تصعد الأسواق الأوروبية بنصف الوتيرة حتى؟) 

اعتقد ان الاجابة قد وضحت ولكن...!! 

هل هذا التصرف يعتبر سليم؟ 

تقنيا هو سليم طالما الاقتصاد بخير والأسواق تصعد، أما لو أصبح هناك مشكلة وهبطت الأسواق فسيخرج هذا الوحش عن السيطرة (التضخم) لأن الأموال ستخرج من أسواق الأسهم الى السوق الفعلي في الشارع. 

وهنا تكمن أم المشاكل والمخاوف لدى مدراء الاقتصاد الأمريكيين، فالتضخم المتواجد في مؤشرات الأسهم الأمريكية إذا خرج للسوق الفعلي سيفقد الثقة في الدولار في حد ذاته كعملة، ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل في العالم أجمع، وفي هذه الحالة سيحاول الجميع التخلص من الدولار. 

لكن عزيزي القارئ الدولار هو ملك العملات الورقية والتي تعتبر حديثة العهد مع البشر فلم يكمل عمرها المائتي عام حتى الآن فهي عملة تعتبر حديثة (العملة الورقية) 

وعندما يسقط الملك فماذا سيكون للرعية؟ 

سيبدأ الناس حول العالم بالبحث عن بديل جدي للدولار.. وليس الدولار وحده، بل العملات الورقية ككل. 

إذا رأيت أن هذا سيناريو مبالغ فيه فعليك ان ترى ماذا يحدث عندما تفقد العملة قيمتها، حدث ذلك في ألمانيا وفنزويلا وبعض دول أفريقيا حيث استخدم البشر العملات للتدفئة لان قيمتها كانت أقل من قيمة الفحم. 

البديل 

عندما ستبحث عن البديل لن تجد أمامك إلا طريقين لا ثالث لهما، اما الذهب والذي لن يفقد قيمته ابدا وثبت ذلك على مدار الاف السنين، وأما العملات الرقمية 

لكن عندما تمعن النظر ستعي ان العملات الرقمية أسهل كثيرا في التبادل التجاري عن الذهب، حيث لن تحتاج الى حملها او تأمينها او حتى ايداعها في بنك ما، ناهيك عن سرعة تحويلاتها الجنونية. 

ولكن السؤال الأهم، هل ينجح البتكوين في أن يكون عملة بديلة للدولار وهو بتلك الاسعار؟ 

اليك حسبة بسيطة عزيزي القارئ 

حجم الاقتصاد الكلي عالميا حاليا يبلغ 82 تريليون دولار سنوياً 

وهنا أبرر قولي: متى يتخطى البتكوين الواحد مليار دولار، أو ربما أكثر 

تحياتي (كريم راغب)

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.

الخروج
هل أنت متأكد أنك تريد تسجيل الخروج ؟
لانعم
إلغاءنعم
يجري حفظ التغييرات