إلى أين تتجه الليرة التركية في هذا الأسبوع؟

 | 27 سبتمبر, 2021 01:26

تتداول الليرة التركية في وقت كتابة هذا التقرير عند سعر 8.86 ليرة لكل دولار، أي بالقرب من أدنى مستوياتها القياسية على الإطلاق عند 8.89 ليرة.  

جاء هذا الهبوط بعد أن خفض البنك المركزي التركي بشكل غير متوقع سعر الفائدة القياسي يوم الخميس، على الرغم من تسارع التضخم الذي حوّل تكاليف الاقتراض بالفعل إلى مستويات سلبية من حيث القيمة الحقيقية.  

خفضت لجنة السياسة النقدية بالبنك سعر الفائدة الأساسي بنسبة مئوية كاملة إلى 18 في المائة، مما فاجأ أغلب الخبراء الذين لم يتوقعوا أي تغيير.  

بلغ معدل التضخم 19.25 في المائة الشهر الماضي. لكن شهاب كافجي أوغلو، الذي أصبح محافظًا للبنك المركزي في مارس الماضي بعد إقالة سلفه عندما رفع أسعار الفائدة لدعم العملة، واجه ضغوطًا من الرئيس رجب طيب أردوغان لخفض تكاليف الاقتراض.  

أدى تعيين كافجي أوغلو إلى إثارة قلق الأسواق المالية خوفا اتباعه سياسة نقدية فضفاضة. تراجعت الليرة بأكثر من 15 في المائة منذ أن تولى المنصب بينما ظل التضخم عالقًا في خانة العشرات في معظم السنوات الأربع الماضية.  

قال البنك المركزي إنه رأى أن الزيادة في التضخم كانت "بسبب عوامل انتقالية" في حين أن السياسة النقدية قد "بدأت في التأثير بشكل أكبر من المتوقع على الانكماش بالنسبة للقروش التجارية". على هذا النحو، رأى أن "هناك حاجة إلى مراجعة موقف السياسة النقدية وقرر تخفيض معدل السياسة النقدية". 

يشاطر كافجي أوغلو، نظرية أردوغان غير التقليدية القائلة بأن تكاليف الاقتراض المرتفعة تغذي التضخم. لقد وعد مرارًا وتكرارًا بالحفاظ على أسعار الفائدة القياسية أعلى من التضخم، حتى يتمكن المستثمرون من كسب علاوة على الأصول المقومة بالليرة.  

لكن أردوغان أوضح أنه يريد خفض الأسعار بحلول سبتمبر (أيلول)، بحجة أن انخفاض الأسعار سيكبح الزيادة المتسارعة. أشار كافجي أوغلو هذا الشهر إلى أن الخفض قد يأتي بعد أن تحوّل تركيز البنك عند تحديد المعدلات إلى رقم التضخم الأساسي الأدنى، والذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة.  

توسع الاقتصاد التركي البالغ 730 مليار دولار بأسرع معدل له في عقدين على الأقل هذا العام. مازال أردوغان يرغب في رؤية نمو أسرع حيث انخفض دعم حزبه الحاكم إلى مستويات تاريخية في استطلاعات الرأي. تظهر الاستطلاعات أن الأتراك غير راضين عن ارتفاع تكلفة المعيشة ونقص الوظائف والوضع العام للاقتصاد.  

كنت ذكرت في تحليل زوج الدولار الأمريكي مقابل الليرة في نهاية شهر يونيو أنه يتجه لتسجيل المزيد من الصعود نحو المقاومة 9.10 – 9.60 ليرة. 

في حال جني الأرباح، أقرب دعم للمضارب في زوج USDTRY عند 8.70 ليرة، وأعلى منه بإغلاق يومي سوف نشاهد الدولار يرتفع مقابل هبوط سريع لليرة. 

بصفة عامة، لازال من الواضح أن الليرة التركية في موقف ضعيف أمام الدولار الأمريكي وأي تصحيح هبوطي هو على الأغلب فرصة شراء.