الذهب - أبو لهب

 | 07 نوفمبر, 2021 12:12

مقدمة:

عندما تُكذّب الحقائق وتغدر بالبائع وبالشاري وتظهر للمستثمرين بضعفك وتثور أو تظهر لهم قوتك وتموت، فما لنا إلا نسميك أبو لهب.  

وصلت أسعار الذهب بعد آخر مقال قمنا بطرحه إلى المستهدفات التي اقترحناها  

الذهب أيام صعبة - حاسمة - و لكن؟ 

و ارتد من مستويات 1758 بعد سلسلة من التداولات السلبية التي أتبعته على جميع الأطر الزمنية و فجأة وبدون سابق انذار و بدون أي من الأسباب بدأ يرتد صعودا إلى 1818 محققا 600 نقطة و بنسبة ارتفاع 3.35 % في نفس الأسبوع , وخصوصا بعد صدور بيانات التوظيف التي ظهرت ايجابية بشكل كبير و التي من المفترض أن تدفع الفدرالي للتسريع ببرنامج تقليص الأصول و مواعيد رفع الفائدة و التي أيضا من المفترض أن تؤثر كالتالي (سحب السيولة من السوق معناه هبوط في المؤشرات والأسهم على الرغم من إيجابية البيانات وقوة بالدولار نتيجة ندرته بعد سحبه من السوق وهبوط الذهب نتيجة التخفيف من الضغوطات التضخمية وقوة الدولار). 

ولكن هل حدث هذا؟ بعد صدور البيانات يتربع محللو بلومبيرغ ويقولون السبب في ارتفاع الذهب هو الخوف من التضخم؟ عندما وصل التضخم إلى مستويات 9 % تقريبا في الشهر قبل الماضي كان الذهب يهبط والفيدرالي يقول التضخم مؤقت، أم ما سبب هبوط الدولار بعد البيانات الإيجابية؟! سيتحدث الكثيرين ولكن هل الأسباب تقنعك؟ أم أنه دائما يجب أن ندرج صانع السوق في قائمة الاتهامات ونكون من مناصري نظرية المؤامرة!  

المشكلة أعزائي ليست بتحليل الخبر بعد وقوعه والبحث عن أسباب لها أو ليس علاقة بما حدث فعلا، تكمن القوة بتحليل الخبر قبل وقوعه، لكن هل من أحد هؤلاء المحللين ذكر ذلك؟ أم أنه تم ذكر العكس تماما حيث تم التصريح أنه بناء على البيانات التي قد تظهر ايجابية ومع استقرار الذهب أسفل المتوسط المتحرك 200 على اليومي توقع الجميع أن الذهب إلى مستويات 1700 و 1600 وأرقام خيالية إلى أبعد الحلول. 

ذلك التحليل قاله جيروم باول المراوغ الأول في العالم والذي في خطابه نفى تقريبا ما آلت إليه اجتماع السياسة النقدية الخاص بالفدرالي نفسه أي أنه حرف ما ورد في التقرير. لدوافع اقتصادية أم سياسة داخلية للبنك أم لأميركا أم سياسته الخاصة لا ندري، لكن ذلك حدث حرفيا. 

التحليل الفني:/h2