أين الذهب من خطأ السياسة النقدية؟

 | 14 ديسمبر, 2021 11:40

مؤشر بلومبيرغ للسلع متراجع -7.6% الشهر الفائت، خام غرب تكساس الخفيف كذلك خسر -20% في الشهر الفائت بينما حقق مؤشر الدولار الأمريكي مكاسب قوية بنسبة 2% تقريباً (يتداول حالياً عند 96.45 نقطة) وعلى الرغم من أن التضخم في أمريكا وصل لأعلى مستوياته في أكثر من ثلاثين عاماً عند 6.8% إلا أن السؤال الأهم (باعتبار أن أرقام التضخم كانت متوقعة وتم تسعيرها في التداول) هو: ما هو الإجراء القادم للفيدرالي الأمريكي وأدواته المتاحة لكبح التضخم غير رفع الفائدة وإنهاء برنامج شراء الأصول؟  

للتوضيح، أسعار الفائدة في أمريكا حالياً عند 0.25%، منطقة اليورو 0%، بريطانيا 0.10% والصين 3.85%. ثلاثة نقاط مهمة نوضحها: 

أولاً، قد يبدأ التضخم بالتراجع بشكل بسيط في الشهر القادم والأشهر اللاحقة ولكنه سيبقى أعلى بكثير من مستهدف البنك المركزي عند 2% وهذا يعني أنه ليس مؤقتاً أو عابراً كما قال الفيدرالي عدة مرات. 

ثانياً، آخذين بعين الاعتبار التراجع في أسعار النفط للشهر الفائت وكذلك بقية مكونات مؤشر التضخم فإن أرقام التضخم قد لا تتطابق مع التوقعات لاحقاً (تأثير سلبي على الدولار $) 

ثالثاً، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 7% هذا العام وهذا بسبب توقعات رفع الفائدة الأمريكية، التعافي الاقتصادي الأمريكي، تخفيف شراء الأصول وكذلك الأداء الأفضل لأمريكا مقارنةً بأوروبا وبريطانيا. مع ذلك القدرة على المناورة عند الفيدرالي تبقى محفوفة بالمخاطر وهذا قد يقود الى تراجع تدريجي للدولار الأمريكي خاصةً إذا بدأ بنك انكلترا والبنك المركزي الأوروبي بتغيير السياسة النقدية قريباً (وهذا متوقع). التباين في السياسات النقدية بين الفيدرالي وبقية البنوك المركزية الكبرى هو ما كان لصالح الدولار الأمريكي على الأقل حالياً، لكن الصورة ستبدأ بالتغير قريباً في 2022.