هل يعاقب الغرب روسيا، أم يعاقب نفسه؟ (الجزء الثالث والأخير)

 | 05 مارس, 2022 11:58

 

كتبنا في الجزء الأول عن أداة النفط والغاز الطبيعي وسيناريو أن يشمل الغرب قطاع الطاقة في العقوبات، أو أن تسبقهم روسيا لذلك. بالأمس وصل سعر خام برنت ليتجاوز ال١١٣ دولارًا للبرميل، وتجاوز خام غرب تكساس الوسيط ١١٠ دولارًا للبرميل، فيما سجل الغاز الأوروبي ارتفاعًا خلال هذا الأسبوع وصل لـ ٦٠٪ ليصل بذلك لأعلي مستوياته نتيجة المخاوف المتعلقة بأزمة إضرابات سلاسل الإمدادات في ظل ما يحصل الآن.

 وأزمة ارتفاع أسعار الطاقة بدأت منذ ظهور الجائحة، نتيجة اضطرابات سلاسل الإمدادات التي أدت لشح المعروض. ولا ننسى حين تخطت الأسعار ١٤٣ دولارًا في يوليو من عام ٢٠٠٨، بسبب الأزمة المالية العالمية، وفي ٢٠١٤ وصلت إلى ١١٢ دولار. وفي وضع كالموقف الراهن بات من الجلي والمؤكد أن الأسعار ستزداد أكثر وأكثر وقد تتخطى ال ١٥٠ دولارًا للبرميل حال شملت العقوبات قطاع الطاقة.

فاعتماد أوروبا على ما نسبته ٤٠٪ تقريبًا من حاجتها من الغاز على روسيا، استيرادها ٢.٣ مليون برميل من النفط الروسي، وضعها في موقف لا تحسد عليه. وإن شملت العقوبات المفروضة على روسيا قطاع الطاقة، فانه سيكون بمثابة خنجر في خاصرة أوروبا قبل روسيا. حتى أن الولايات المتحدة نفسها لن تنجوا من الآثار السلبية لمثل هذا القرار، إذ انها تستورد ٦٠٠ ألف برميل يوميًا من الخام الروسي ومشتقات كالديزل.