هل يتوقف ارتفاع أسعار السلع؟

 | 03 ابريل, 2022 13:51

تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع Investing.com  

  • العلاقة التاريخية بين الدولار الأمريكي والسلع 

  • الصين تتخذ الخطوة الأولى وتتبعها السعودية ونيجيريا 

  • لن تسعر روسيا السلع بالدولار 

  • وضع العملة الاحتياطية في خطر 

  • هبوطي للدولار، صعودي لأسعار المواد الخام 

ظل الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية في العالم لعقود. حيث تستمد العملة الاحتياطية قوتها من الأمن السياسي والاقتصادي. وبالتالي تستخدم البلدان العملات الاحتياطية لتسوية المعاملات عبر الحدود والاحتفاظ بها كاحتياطيات أو مدخرات. يجب أن تكون العملة الاحتياطية قابلة للتحويل بالكامل إلى أدوات الصرف الأجنبي الأخرى في السوق الحرة. ومنذ مطلع هذا القرن، كان الدولار الأمريكي واليورو هما العملتان الاحتياطيتان الرئيسيتان. 

الولايات المتحدة هي الاقتصاد الرائد في العالم، لكن النمو الصيني يعني أن الصين تتبعها خطوة بخطوة. لطالما أرادت الصين أن يتحدى اليوان الدولار الأمريكي وأن يحصل على وضع العملة الاحتياطية. في عام 2022، وقد تسببت الأحداث الجيوسياسية في تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة من جهة وبين الصين وروسيا من جهة أخرى بعد عقد اتفاقية الدعم "بلا حدود" التي تم توقيعها بين البلدين مؤخرًا. وقد أدى الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات إلى تسريع عملية الانقسام الأيديولوجي والاقتصادي العالمي. يمكن أن يكون وضع الدولار واليورو في النظام المالي العالمي أضعف، وهو ما سيكون له تداعيات كبيرة على أسعار السلع خلال الأشهر والسنوات المقبلة. 

العلاقة التاريخية بين الدولار الأمريكي والسلع 

وضع الدولار كعملة احتياطية في العالم يجعل منه آلية التسعير المعيارية لمعظم المواد الخام. وهناك ارتباط بين أسواق العملات وأسعار السلع الأساسية حيث أن ارتفاع الدولار يجعل السلع أكثر تكلفة عند تقييمها بالعملات الأخرى. في الوضع النموذجي، عندما ترتفع الأسعار المحلية، يميل المستهلكون إلى تقليص مشترياتهم أو البحث عن بدائل مما يشكل ضغطًا هبوطيًا على الأسعار. على العكس من ذلك، عندما تنخفض أسعار العملات الأخرى، غالبًا ما يزيد المستهلكون من مشترياتهم. لذلك، يميل الدولار الأمريكي القوي والمتصاعد إلى التأثير على أسعار السلع، بينما يؤدي ضعف الدولار غالبًا إلى ارتفاع أسعار المواد الخام. 

إذا فقد الدولار مكانته كعملة احتياطية في العالم، فسوف تضعف العلاقة بينه وبين أسعار السلع الأساسية حيث تتطلع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى عملات أخرى لتسعير وارداتها من المواد الخام. 

الصين تتخذ الخطوة الأولى، وتتبعها المملكة العربية السعودية ونيجيريا /h2

الصين في المراحل الأخيرة من اختبار اليوان الرقمي، الأمر الذي سيجعل العملة الصينية أول أداة صرف أجنبي رئيسية تتبنى تقنية التكنولوجيا المالية وسلسلة الكتلة. في 4 فبراير، اتفقت الصين وروسيا على اتفاقية تجارية بقيمة 117 مليار دولار. العقوبات المفروضة على روسيا ستمنع تسعير السلع المتدفقة بين البلدين بالدولار الأمريكي. علاوة على ذلك، أخبرت روسيا أوروبا مؤخرًا أن عليها شراء سلع الطاقة بالروبل، واستبدال اليورو بالعملة الروسية. شراء أوروبا للطاقة بالروبل من شأنه أن يعمل على استقرار العملة الروسية، على الرغم من العقوبات. 

إلى جانب روسيا، تدرس المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، بيع الصين سلعة الطاقة مقابل الدفع باليوان بدلاً من الدولار الأمريكي. وقد كان السعوديون محايدين في التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا. علاوة على ذلك، أدت اتفاقية حظر الانتشار النووي المعلقة مع إيران، والانتقادات الأمريكية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى تدهور العلاقات الأمريكية السعودية. كما عزز تعاون روسيا مع أوبك العلاقات بين موسكو والرياض. 

وتشجع نيجيريا، وهي دولة أخرى منتجة للنفط وذات الناتج المحلي الإجمالي الرائد في إفريقيا، الشركات المحلية التي تستورد السلع من الصين على استخدام اليوان بدلاً من الدولار الأمريكي لدعم عملتها "النيرة" وزيادة الاحتياطيات. 

لن تقوم روسيا بتسعير السلع بالدولار الأمريكي /h2

في حين أن الولايات المتحدة وروسيا لا تخوضان صراعًا عسكريًا، فإن العقوبات والإجراءات الانتقامية ترقى إلى مستوى الحرب الاقتصادية بين القوتين النوويتين. فقد وصفت الولايات المتحدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب، وألقت روسيا باللوم على الولايات المتحدة في تحريك قوات الناتو بالقرب من أراضيها السيادية على مدى السنوات الماضية. 

مع استعداد روسيا لغزو أوكرانيا، خفض البنك المركزي احتياطياته من الدولار لصالح الذهب واليورو. إن إصرار الحكومة الروسية على أن تدفع أوروبا مقابل الغاز الطبيعي والنفط بالروبل هو ايضًا رفض للدولار الأمريكي. من المرجح أن تستمر روسيا في الابتعاد عن التسعير بالدولار في العديد من الصادرات، بما في ذلك القمح والمعادن والطاقة، خلال الأشهر والسنوات المقبلة. وحتى لو انتهت الحرب في أوكرانيا بحل وسط، ستظل العلاقات الروسية الأمريكية أكثر من مجرد تحدٍ في المستقبل. 

وضع العملة الاحتياطية في خطر /h2

أدت الحرب في أوكرانيا واتفاقية الدعم "بلا حدود" بين الصين وروسيا إلى إنهاء الاتجاه نحو العولمة في الاقتصاد العالمي. إن الانقسام الأيديولوجي يضع الصين وروسيا وحلفاءهما في جانب والولايات المتحدة وأوروبا وحلفائها في جانب آخر معارض. بينما لا يريد أي من الطرفين حربًا عالمية ثالثة، ستستمر التوترات العالمية في التصاعد، مما سيتسبب في تغييرات جذرية في التجارة والاقتصاد العالمي. 

ظل الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويهدد التحول في المشهد الجيوسياسي وضع الدولار كعملة احتياطية في العالم، مما يؤثر بشكل كبير على أسعار السلع الأساسية والعلاقة التاريخية بين المواد الخام مع العملة الأمريكية. 

السوق هبوطي للدولار، صعودي لأسعار المواد الخام /h2

يقيس العديد من المشاركين في السوق قوة الدولار أو ضعفه من خلال مراقبة مؤشر الدولار الأمريكي.