"الإعصار" يلوح في الأفق..والبنوك في خطر رغم ارتفاع الفائدة

تصدرت الخسائر في الصناعة بعض أكبر المقرضين في السوق، حيث انخفض كل من بنك أمريكا (بورصة نيويورك: BAC) وجيه بي ورغان تشيس (بورصة نيويورك: JPM)  بنحو 17٪ لكل منهما.

يثير هذا التراجع الدهشة لأن البنوك، من الناحية النظرية، تزدهر عندما يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بسبب الدخل المرتفع من منتجات الإقراض، مثل القروض والرهون العقارية وديون بطاقات الائتمان.

على سبيل المثال، في المرة الأخيرة التي بدأ فيها الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة في نهاية عام 2015، تفوقت أسهم البنوك بشكل حاد على مؤشر إس آند بي 500  خلال العامين المقبلين.

ومع ذلك، والآن بعد أن بدأنا ما يعتقد الكثيرون أنه سيكون أحد أكثر إجراءات التشديد النقدي قسوة، فإن أسهم البنوك تتراجع. فلماذا يتخلى المستثمرون عن القطاع؟

تتمثل أحد التفسيرات لهذا الوضع في أن خطر حدوث ركود قد يزيل العديد من محركات النمو للبنوك ويحييد الدعم القادم من ارتفاع أسعار الفائدة. في هذا السيناريو، ترتفع الأسعار، لكن المستهلكين والشركات تكافح، إما بالحد من الاقتراض أو التخلف عن السداد في كثير من الأحيان.

"الإعصار" يلوح في الأفق/h2

التحذير من مثل هذا السيناريو المخيف لا يأتي من أحد سوى البنوك نفسها. حذر الرئيس التنفيذي لشركة جيه بي مورغان، جيمي ديمون، المستثمرين أمس من الاستعداد "لإعصار" اقتصادي حيث يواجه الاقتصاد تحديات، بما في ذلك تشديد السياسة النقدية وغزو روسيا لأوكرانيا.

قال ديمون في مؤتمر برعاية AllianceBernstein Holdings يوم الأربعاء:

"هذا الإعصار موجود هناك على الطريق قادمًا في طريقنا. لا نعرف ما إذا كان صغيرًا أم هائلاً. من الأفضل أن تستعد بنفسك ".

هناك أيضا إشارات على أن المقرضين يكافحون من أجل زيادة دخولهم بعد عدة أرباع من النمو القوي على جبهة الأرباح. أعلن بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) في أبريل عن انخفاض بنسبة 12٪ في أرباح الربع الأول، تلاه جيه بي مورغان وسيتي جروب (بورصة نيويورك: C)  وويلز فارجو (بورصة نيويورك: WFC)  - سجلت جميع الانخفاضات في أرباح الربع الأول من رقمين. وسجلت جميع الشركات باستثناء بنك أوف أمريكا انخفاضًا في الإيرادات.

بدأت عملية إبرام الصفقات التي دعمت المصرفيين الاستثماريين في الصناعة في التباطؤ في وول ستريت. بعد عامين من الاضطرابات المرتبطة بالوباء، كان من المفترض أن يعود الربع الأخير إلى طبيعته بالنسبة للبنوك الأمريكية. وبدلاً من ذلك، ألقى الغزو الروسي لأوكرانيا أيضًا عقبات جديدة في طريق الاقتصاد العالمي للانتعاش من الوباء، مما أدى إلى قلب أسواق الأسهم والسلع على حد سواء.

ونتيجة لهذه النتائج، خفض الاستراتيجيون في مورغان ستانلي مؤخرًا تصنيف القطاع المالي بأكمله في أواخر مارس، وأبلغوا المستثمرين بالاستعداد لنمو أبطأ في الولايات المتحدة.

أما الجانب المشرق فهو أن المستهلكين والشركات تمتعون بصحة جيدة من الناحية المالية على ما يبدو. ارتفع الإقراض في العديد من البنوك خلال الربع الأول، وهو تحول مرحب به بعد عامين من الطلب الفاتر على القروض خلال الوباء. يرى بنك أوف أمريكا، أكبر بنك أمريكي، ارتفاع الطلب على القروض للمنتجات الائتمانية الجديدة والحالية.

خلاصة القول/h2

مع تزايد المخاطر على النمو الاقتصادي وتحول التوقعات المستقبلية إلى مزيد من الغموض، لا يرى المستثمرون أن أداء أسهم البنوك يتفوق على السوق هذا العام. ومع ذلك، لا يزال بإمكان العديد من محركات النمو المواتية الحفاظ على دعم أسهم البنوك، مثل تحسين الطلب على الائتمان وزيادة هوامش الربح على منتجات الإقراض.