هل يسقط الدولار الأمريكي هذا الأسبوع؟

 | 20 يونيو, 2022 12:03

 النقاط الرئيسية التي ستقرأها :-

·     أهم ما حدث الأسبوع الماضي ومدى تأثيره على الأسواق.

·     ماذا تنتظر الأسواق من أهم الأحداث والمؤشرات خلال الأسبوع الحالي.

·     نظرة فنية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) الواسع النطاق.

·     نظرة فنية لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY).

عانت الأسواق من أسوأ أسبوع لها منذ بداية جائحة covid-19، وقام المستثمرون بهجرة جماعية من شراء الأسهم وصناديق السندات، كما شهدنا غرق العملات المشفرة في خسائر حادة.

رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس (النقطة الأساس هي واحد من مائة نقطة مئوية) يوم الأربعاء الماضي، بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذه الزيادة وهي الأكبر منذ عام 1994 كانت قيد المناقشة من قبل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لوضع السياسات النقدية. يمثل ذلك عكس ما أعلنه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الشهر الماضي أن التحرك من 75 نقطة أساس لم يكن قيد الدراسة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو/ حزيران.

في مؤتمره الصحفي الذي أعقب اجتماع لجنة السياسات اعترف باول أنه فوجئ هو ولجنة الخبراء بأخبار الجمعة السابقة عن ارتفاع أكثر من المتوقع في أسعار المستهلكين لشهر مايو/ أيار، وتفاقم التوقعات التضخمية في جامعة ميشيغان على نطاق واسع. ولكن بحلول نهاية الأسبوع تحولت المخاوف من الزيادات المحبطة في الأسعار إلى علامات التباطؤ في الاقتصاد، والتي تمثلت في تقارير مبيعات التجزئة التي جاءت أضعف من المتوقع وبدء المساكن لشهر مايو/ أيار.

انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 5.79 ٪ وهو أكبر انخفاض له في أسبوع واحد منذ الأسبوع المنتهي في 20 مارس/ أذار لعام 2020، مع بداية تفشي الوباء. فيما كان مؤشر ناسداك المركب جنبًا إلى جنب مع مؤشر S&P 500 مسجلين خسائر للأسبوع العاشر في آخر 11 أسبوعًا، بينما شهد مؤشر داو جونز الصناعي الأسبوع الحادي عشر للهبوط في آخر 12 أسبوعًا.

أظهرت الأسواق الأخرى سمات ركود واضحة حيث تعرض النفط الذي كان في بؤرة الاضطرابات التضخمية هذا العام فجأة لضربة هبوطية، فقد أنهت العقود الآجلة للنفط الخام للشهر المتقدم الأسبوع عند 109.56 دولار للبرميل بانخفاض نسبته 9.21٪ للأسبوع، يأتي ذلك وسط موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، والذي يشهد عادةً تزايد الطلب على الوقود في أشهر الخريف.

لم يكن النفط حالة منعزلة عن باقي السلع حيث انخفض النحاس أيضاً وهو السلعة الأكثر حساسية من الناحية الاقتصادية بنسبة 6.6٪ خلال الأسبوع، مبتعداً بنسبة 18.5٪ عن أعلى مستوى له في أوائل مارس/ أذار الماضي.

بينما ارتفع الدولار الأمريكي إلى مستويات قياسية جديدة حيث سجل مؤشر الدولار الأمريكي DXY (وهو الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية منافسة) مستوى 105.78 وهو أعلى مستوى له في عام 2022 قبل إعلان سعر الفائدة الفيدرالي قبل تقليص تلك المكاسب وإنهاء أسبوعه على انخفاض، بسبب تراجع المخاوف من الركود الاقتصادي نظرًا لوضع الدولار الأمريكي كعملة ملاذ آمن.

مع ذلك قد تعيد الأسواق تقييم وضع الدولار وباقي الأسواق خلال الأسبوع الجاري، حيث يقيس التجار صحة السوق واحتمالات الركود، رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد خفف من بعض المخاوف التضخمية، لكن التهديد بتباطؤ النمو الاقتصادي يلقي بثقله الآن على المعنويات، خاصةً مع رهانات السوق التي تظهر فرصة جيدة لرفع 75 نقطة أساس أخرى في اجتماع يوليو/ تموز، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي على استعداد للتضحية بالنمو الاقتصادي لتهدئة الأسعار.

سيكون الأسبوع الحالي هادئًا نسبيًا حيث سيستمع المستثمرون إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول، الذي من المتوقع أن يدلي بشهادته هذا الأسبوع في خطابه النصف سنوي حول السياسة النقدية أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ في 22 يونيو/ حزيران.

سيكون هناك أيضًا قراءة ثقة المستهلك النهائية في ولاية ميتشجان لشهر يونيو والذي من المتوقع أن ينخفض. سنرى هذا الأسبوع أيضاً نتائج مؤشرات مبيعات المنازل القائمة وستكون طلبات الرهن العقاري ومطالبات إعانة البطالة الأولية الذين سيكونون موضع تركيز شديد لقياس صحة الاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع.

ومع ذلك فإن التركيز الرئيسي للمستثمرين سينصب على شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، حيث من المرجح أن يطرح المشرعون أسئلة حول الاستجابة للوباء والقوة العامة للاقتصاد الأمريكي. قد يرتفع الدولار وتتضرر الأسهم إذا كانت تصريحات بأول تميل إلى المزيد من التشديد النقدي.

نظرة فنية على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) على الإطار اليومي:-/h2