هل استعد الذهب والفضة لبيانات التضخم اليوم؟

ارتفعت أسعار الذهب ابتداء من يوم الأربعاء 07/09/2022 الذي اختبرت فيه الأسعار أدنى سعر يومها عند مستوى 1691 تقريبا، ومن ثم استمرت في تحقيق المكاسب بشكل يومي تقريبا والحفاظ على هذه المكاسب وصولا لمستوى 1735 تقريبا بالأمس.

أي أن أسعار الذهب ارتفعت بأقل من 3% خلال 4 أيام واستمرت في استقرارها ضمن الميل السلبي بشكل عام لغاية الآن.

 أما الفضة، وما أدراك ما الفضة ... فإن الأسعار انطلقت من أدنى مستوى سعري يوم الأربعاء أيضا حيث اختبرت الأسعار 17.85 تقريبا، ومن ثم استمرت في تحقيق المكاسب بشكل مستمر وصولا لمستوى 20.00 تقريبا بالأمس.

أي أن أسعار الفضة ارتفعت 12% تقريبا خلال 4 أيام وتجاوزت منطقة الميل السلبي.

 أي أن الذهب والفضة كانا يرتفعان سوية، لكن عندما يقوم الذهب بعمليات التصحيح والعودة لاختبار مستويات الدعم، كان الفضة ينفصل عنه ويحافظ على استقراره، ومن ثم يعود الذهب للارتفاع ويصاحبه الفضة مجددا، وهكذا.

 وهذا يضعنا أمام التساؤل الرئيسي هل لا يزال الفضة هو نبض السوق الحقيقي؟ أم أن الذهب استعاد شارة القيادة من الفضة؟؟

في الحقيقة يصعب إجابة هذا التساؤل بطريقة مختصرة، لكن يبدو وأن أسعار الذهب أكثر واقعية من أسعار الفضة في الوقت الحالي.

 بيانات التضخم متشابكة:/h2

عند إلقاء نظرة سريعة على بيانات التضخم اليوم نجد أن

-   مؤشر أسعار المستهلكين العام [المتضمن الغذاء والطاقة] في الإطار السنوي من المتوقع أن ينخفض بمقدار 0.4% عن القراءة السابقة وهي نسبة ممتازة مماثلة تقريبا للانخفاض السابق في الشهر الماضي [انخفضت في الشهر الماضي 0.6% من 9.1% إلى 8.5%].

-   مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي [باستثناء الغذاء والطاقة] في الإطار السنوي من المتوقع أن يرتفع بمقدار 0.2% ... وهو نفس التقدير للشهر الماضي بأن ترتفع القراءة من 5.9% إلى 6.1% لكن الشهر الماضي حافظت القراءة على استقرارها دون تغيير عند 5.9%

-   مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي [باستثناء الغذاء والطاقة] في الإطار الشهري من المتوقع أن يستقر عند قراءة 0.3% نفس القراءة السابقة ... مع الأخذ بعين الاعتبار أن القراءة السابقة 0.3% كانت بانخفاض عن القراءة التي سبقتها والتي كانت تشير إلى 0.7%.

وهذا يضعنا أمام التساؤل الثاني اليوم أي المحاور التي سوف يتفاعل معها السوق بشكل أكبر ويعتبرها هي الرئيسية؟؟

أيضا يصعب إجابة هذا التساؤل، لأن هذا يعتمد على قراءة كبار البنوك وصناع السوق للبيانات، لكن إن صدرت كما هو متوقع لها شخصيا أعتقد أن التركيز سوف يكون بشكل أكبر على محور التضخم الأساسي باستثناء الغذاء والطاقة.

 هل استعدت الأسواق مسبقا لهذه البيانات؟/h2

·  حركة الذهب والفضة تجعل من النظرية الحالية بأن الارتفاعات الحاصلة هي نتيجة تفاعل مسبق مع البيانات المتوقعة بانخفاض التضخم العام .. هي نظرية مقبولة ومنطقية نوعا لكن ليس إلى حد كبير ... لماذا؟

·  لأن رهان الأسواق بنهاية تداولات الأمس لاتزال تستمر في الارتفاع لصالح 75 نقطة أساس حيث بلغت نسبة الرهان عليها 92% مقابل 8% فقط لرفع 50 نقطة أساس.

·  مما يعني حالة من التضارب بشكل واضح ما بين أداء الذهب والفضة من جهة ورهان المستثمرين على استمرار التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة من جهة أخرى.

·  مما يعني أن الأسواق تراهن على زيادة أسعار الفائدة .. مما يعني قوة الدولار بشكل عام.

·  لكن ما نشهده على في الأسواق هو ضعف الدولار بشكل عام .. وارتفاع أسعار الذهب والفضة ومعهما المؤشرات الرئيسية أيضا والتي من المفترض أن تكون في حالة هبوط نتيجة الرهان على التشديد النقدي.

أي أن الأسواق متضاربة فيما بينها حيث أن التحليل الأساسي المرتبط بالبيانات يختلف عن التأثير الأساسي على الأسعار بمختلف مجالاتها بشكل عام في الوقت الحالي.

  وهذا يعيدنا للمربع الأول في مقالنا هل الذهب هو من يحمل شارة القيادة بناء على أسعاره المنطقية في الوقت الحالي؟ أم أنه ينتظر الأخبار ليلحق بركب الفضة والمؤشرات؟؟

اسمح لي عزيزي القارئ أن ألخص لك ما سبق بطريقة أخرى:

-   المتوقع انخفاض التضخم العام وهو توقع منطقي بسبب انخفاض أسعار الطاقة والغذاء بشكل عام خلال فترة تداول شهر 8 أغسطس.

-   المتوقع ارتفاع التضخم الأساسي وهو توقع منطقي أيضا حيث أن العديد من التقارير تشير إلى أن الانفاق الاستهلاكي ارتفع خلال الشهر الماضي وبعضها يشير إلى ارتفاع بلغ 10% أي أن جانب الطلب بشكل عام لم يتأثر، وهو ما يعني استمرار ارتفاع الأسعار بشكل عام بعيدا عن أسعار الغذاء والطاقة.

-   جيروم باول ذكر في حديث سابق له أنه يركز على التضخم الأساسي ويعتبره أكثر دقة.

-   البيانات من المتوقع أن تصدر بشكل متشابك ومخادع إن صح التعبير مما قد يحدث فوضى سعرية إلى أن يتضح أي من المحاور الرئيسية للتضخم هو المحرك الفعلي لرهان الأسواق على التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة في الاجتماع القادم.

-   حيث أن انخفاض التضخم العام يمكن النظر إليه على أنه الانخفاض الثاني على التوالي، مما يعني أن التضخم بدأ يستجيب نوعا ما لسياسة الفيدرالي ورفع أسعار الفائدة المتتالي.

-   لكن التضخم الأساسي هو مقياس مهم جدا أيضا بما أنه يستثني الغذاء والطاقة والتي تعتبر أكثر تقلبا بشكل عام، كما أن تقلباتها يمكن القول عنها أنها خارجة عن سيطرة الفيدرالي.

-   إذا يمكن القول أن نتيجة سياسة الفيدرالي يجب أن تنعكس على التضخم الأساسي بشكل أوضح، وارتفاعه كما هو متوقع قد يدفع رهان الأسواق لمزيد من التشديد ورفع أسعار الفائدة ليس في الاجتماع القادم فقط، بل حتى في الاجتماعين التاليين له أيضا [متبقي 3 اجتماعات 21/09 ثم 02/11 ثم 14/12].

التحليل الفني للذهب:/h2

·  النقطة المحورية عند مستوى 1720.

·  مستويات المقاومة الرئيسية هي 1729 / 1738 / 1751

·  مستويات الدعم الرئيسية هي 1713 / 1702 / 1691

·  بيانات التضخم اليوم هي المحرك الرئيسي للأسعار.

  التحليل الفني للفضة:

·  النقطة المحورية عند مستوى 19.30

·  مستويات المقاومة الرئيسية هي 19.50 / 19.80 / 20.30

·  مستويات الدعم الرئيسية هي 19.00 / 18.80 / 18.50

إذا كنت قد كوّنت فكرة رئيسية عزيزي القارئ عن حركة الأسعار لغاية هذه النقطة من المقال، أرجو أن تنتقل مباشرة إلى خانة التعليقات وتشاركنا رأيك.

 إذا كنت ترغب في قراءة وجهة نظري الخاصة بالبيانات والصفقات انتقل معي إلى فقرتي المفضلة

خلاصة القول:/h2

1-   المجال السعري من المتوقع أن يكون واسعا جدا، كما من المتوقع أن نشهد تقلبات سعرية قبل الاستقرار في الاتجاه الفعلي للأسواق لاحقا.

2-   البيانات من المتوقع لها أن تصدر متضاربة فيما بينها لذلك التقلبات السعرية متوقعة حيث أننا قد نشهد فوضى في الأسعار والتداولات ومن ثم من المتوقع أن تستقر الأسعار في الاتجاه الفعلي لها.

3-   المفاجآت قد تكون حاضرة في البيانات سواء بارتفاع التضخم العام عن النسبة المتوقعة، أو حتى أن نشهد استقرار التضخم الأساسي عند المستويات السابقة.

4-   إن صدرت البيانات كما هو متوقع لها، شخصيا أعتقد أن الأسواق سوف تنظر للتضخم الأساسي على أنه الأهم، وارتفاع نسبته كما هو متوقع يعني استمرار الفيدرالي في التشديد النقدي.

5-   التحليل الفني يأتي في المرتبة الثانية بعد التحليل الأساسي، لأن البيانات هي المتحكم في حركة الأسواق اليوم.

6-   تأثير بيانات التضخم اليوم قد يكون مماثلا لتأثير أخبار الفيدرالي وعمليات رفع أسعار الفائدة، أي أن المجال السعري الواسع قد يكون حاضرا للذهب والفضة والنفط والعملات والمؤشرات.

7-   لا تتسرع في عمليات التداول، قراءة البيانات وتفاصيلها هي الخطوة الأولى لتحديد قرارك بغض النظر عن رد الفعل الأولي.

8-   المستويات السعرية الرئيسية قد تشهد اختراقا أو كسرا دون الاستقرار أعلاها أو أدناها، وذلك لأن السيولة وحجم التداولات من المتوقع أن يكون اليوم كبيرا جدا.

9-   إذا أخذنا بعين الاعتبار ارتفاع الذهب، وعلى وجه التحديد ارتفاعات الفضة .. فإن هذا قد يعني أن الأسعار أفسحت المجال لرد فعل هابط مجددا، خصوصا وأن الإشارات الفنية تشير إلى التشبع الشرائي بالنسبة للفضة ... لطفا اقرأ رقم 5 مجددا.

 استراحة المتداول

هذه كانت قراءة واسعة لأسعار الذهب في محاضرة يوم الثلاثاء الماضي التي يمكنكم مشاهدتها كاملة من خلال الفيديو أدناه حيث تحدثت فيه بالتفصيل عن الذهب والفضة أساسيا وفنيا.

 يمكنكم متابعة كامل التحليلات في الفيديو أدناه.

سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة

حسابي على تويتر

@GhaithAbohlal

حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت

 أو قناتي على التيليغرام

@GhaithAbohlalChannel

يسعدني دوما الرد على جميع أسئلتكم واستفساراتكم بأسرع وقت ممكن، ويسعدني قراءة تعليقاتكم وآرائكم والعمل بها حتى نصل سوية لمحتوى وأداء أفضل وهو ما يعود بالفائدة علينا جميعا.

حساب سويسكوت بنك على تويتر

@Swissquote_ar

 تذكير على هامش المقال:

. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.

. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.

. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.

. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.

احصل على التطبيق

انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com

حمل الآن

كتب بيد: غيث أبو هلال